لم يكن القديس بورفيريوس يتململ أبدًا أو يكلّم أحدًا عن متاعبه إلا ليشكر الله أنّه ٱفتقده وأعطاه الصّبر لتحملها، رغم تزايد عدد الوافدين إليه والاتصالات الهاتفية ليلاً ونهارًا، ما سرَّع في تفاقم وضعه الصّحيّ باطّراد.
كان للكلّ الأب والصّديق والملاك الحارس وطبيب النّفوس والأجساد أحيانًا. لم يكن يزدري أحدًا محترِمًا الكلّ. في بعض الأحيان كان يصرّ على نصيحته ولكنه لم يكن يفرضها، مريدًا أن يتصرف الأنسان بحرّية، مختارًا نصائحه بملء إرادته.
ما يلفت زائريه كان محبّته الخالصة الّتي كان يغدقها بسهولة عليهم. لم يكن مرة عابسًا أو متضجّرًا أو متذمّرًا أو محتقِرًا. كانت هذه المحبّة الّتي يظهرها للجميع متجذّرة ونابعة من حبّه الكليّ والدائم لإلهه.