هكذا رحل الرّاهب نيكيتا عن الجبل المقدس نهائيًا. ذهب إلى دير القدّيس خرالمبوس، حيث رغب به الجميع وأحبّوه وفرحوا بعودته.
أما بالنسبة لأمّه المسكينة الّتي ساءها أن يكون ٱبنها راهبًا، فقد بعث لها راهب من منسك القدّيس نيلّس رسالة قرّعها فيها على قساوة قلبها وقال لها إنّ وحوش البرية تحب أولادها. كتب الكثير من الكلام الجميل ولكن القاسي. ٱنسحقت أمّه كثيرًا وتغيّرت وأصبحت شغوفة بالكنيسة. وعندما صار ٱبنها كاهنًا، لم تعد تتركه. كانت تدعوه ”أبي“ بافتخار. ماتت بقربه وكانت تقول: ”يا ولدي، ليتني جعلتُ كلّ أولادي رهبانًا! في البداية لم أدرك الأمر، ليت كلّ أولادي كانوا رهبانًا“!