منسك القدّيس جاورجيوس
وصل الشاب إلى المنسك وبدأت حياة جديدة له: خِدَم، صلوات، صوم، سهرانات...
كان ٱسم أبيه الرّوحي، أي الشيخ الّذي التقاه في المركب، ”بندلايمون“، وكان يعيش مع أخٍ له بالجسد ٱسمه الشيخ إيوانيكيوس. بهذه الطريقة اقتنى الشاب إيفانجيلوس أبوَين روحيَّين. وبفرح سلّم نفسه لهما.
يقول القديس بورفيريوس أنّه أثناء حياته هناك كان يحيا في الغبطة. لكنّه مرّ بتجربة في البداية وهي التفكير بأهله وبحزنهم عليه فأحسّ برَغبة العودة إلى قريته. زاد على ذلك أنّه لم يُفْصِحْ بأفكاره أمام شيخه، فأخذ يفقد الشّهية على الطعام ويكتئب. فسأله شيخه عن السّبب وعندما أفصح عن فكره، تحرّر كليًّا من التجربة وعاد الفرح يملأ قلبه. مأخذه الوحيد كان أنّ الشّيخين لم يكونا يطلبان منه الكثير. كان يحبّهما كثيرًا رغم أنّهما كانا شديدي الحزم. لم يدرك ذلك وقتئذ. فكما كان ينظر إلى أيقونة المسيح بمهابة كان يوقرّهما بالمهابة عينها.