ذات يوم عندما كان يكنس المخزن وجد حبّات من القهوة الخضراء المرميّة. فانحنى وجمعها في كفّه وذهب ووضعها في كيس القهوة. وكان صاحب المحل جالسًا في مكتبه المحاط بالزجاج من كافة الجهات فرآه وناداه ودعى الولدين الآخرَين وهنّأه أمامهما. ومنذ ذلك الحين طلب منهم توزيع الأعمال بينهم. وكان سيّدُ إيفانجيلوس يحبّه كثيرًا ويدعوه إلى بيته.
بعد عامين انتقل إلى محل بقالة آخر لأحد أقاربه في ”بيرية“ فيه زاوية لمطعم. هناك أتى شيخان ليأكلا في المحل وتحدّثا عن الجبل المقدس. كان أحدهما قد ذهب إلى الجبل ليتنسّك لكنه رجع وندم كثيرًا. بعد مغادرتهما، تحمّس إيفانجيلوس لفكرة الذهاب إلى الجبل المقدس والتشبّه بالقدّيس يوحنّا الكوخي.