ثلاث مراحل لمعرفة وعمل إرادة الله المعلنة:
هناك ثلاث مراحل لمعرفة وفعل إرادة الله المعلنة، أي، إرادته الآمرة، وكلها تتطلب الذهن المجدد بالتمييز المعطى بالروح القدس الذي تحدثنا عنه في المرة السابقة.
المرحلة الأولى:
أولا، إرادة الله الآمرة معلنة بسلطان نهائي وحاسم فقط في الكتاب المقدس. ونحن بحاجة للذهن المجدد لفهم وقبول ما يأمر به الله في الكتاب المقدس. فبدون الذهن المجدد، سنشوه الكتاب المقدس لتجنب وصاياه الجذرية لانكار الذات، والمحبة، والطهارة، والشبع الأسمى في المسيح وحده.
إرادة الله الآمرة ذات السلطة موجودة فقط في الكتاب المقدس. يقول بولس أن الكتاب المقدس موحى به ويجعل المسيحي "كَامِلاً، مُتَأَهِّبًا لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ" (2 تيموثاوس 3: 17).
ليس فقط لبعض الأعمال الصالحة. "لِكُلِّ عَمَل صَالِحٍ."
أوه، يا لها من طاقة ووقت وتكريس ينبغى أن يقضيه المسيحيّون متأملين في كلمة الله المكتوبة.
المرحلة الثانية:
المرحلة الثانية من إرادة الله الآمرة هي تطبيقنا للحق الكتابي في مواقف جديدة قد تكون أو لا تكون موجودة بشكل واضح في الكتاب المقدس.
الكتاب المقدس لا يقول لك أي شخص تتزوج، أو أية سيارة تقود، أو ما إذا كنت تمتلك منزلا، أو أين تقضي عطلتك، أو أية شبكة هاتف خلوي تشتريها، أو أي نوع من عصير البرتقال تشربه. أو غيرها من آلاف الخيارات التي يجب أن تتخذها أنت.
ما هو ضروري هو أن لدينا ذهن مجدد، وهذا يعني أنه مشكل تماما ومحكم تماما بإرادة الله المعلنة في الكتاب المقدس،
أي أن نرى ونقيم كل العوامل ذات الصلة بفكر المسيح، ونميز ما يدعونا الله للقيام به. هذا يختلف كثيرا عن السعى باستمرار لسماع صوت الله يقول افعل هذا وافعل ذلك.
الناس الذين يحاولون أن يعيشوا حياتهم من خلال سماع أصوات ليسوا على وفاق مع رومية 12: 2.
هناك فرق شاسع بين الصلاة والعمل من أجل تجديد الذهن الذي يميز كيف يطبق كلمة الله، من جهة، وعادة سؤال الله أن يعطيك إعلاناً جديداً عما يجب القيام به، من جهة أخرى. العرافة لا تتطلب التغيير. هدف الله هو ذهن جديد، طريقة جديدة للتفكير والتحكيم، وليس مجرد معلومات جديدة.
هدفه هو أن نتغير، ونتقدس، ونتحرر بالحق في كلمته المعلنة (يوحنا 8: 32؛ 17: 17).
وبالتالي فإن المرحلة الثانية من إرادة الله الآمرة هي التطبيق المميّز للكتاب المقدس في مواقف جديدة في الحياة عن طريق الذهن المجدد.
المرحلة الثالثة:
أخيرا، المرحلة الثالثة من إرادة الله الآمرة هي الغالبية العظمى من العيش بحيث لا يوجد أي تفكير واع قبل أن نتصرف. أجرأ على القول بأن ما يقرب من 95٪ من سلوكك أنت لا تفكر فيه مقدما.
أي أنّ، أغلب أفكارك، ومواقفك، وتصرفاتك هي عفوية. هي مجرد امتداد لما هو في الداخل.
قال المسيح: "فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ الْقَلْب يَتَكَلَّمُ الْفَمُ. اَلإِنْسَانُ الصَّالِحُ مِنَ الْكَنْزِ الصَّالِحِ فِي الْقَلْب يُخْرِجُ الصَّالِحَاتِ، وَالإِنْسَانُ الشِّرِّيرُ مِنَ الْكَنْزِ الشِّرِّيرِ يُخْرِجُ الشُّرُورَ. وَلكِنْ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ" (متى 12: 34-36).
لماذا ادعو هذا جزءً من إرادة الله الآمرة؟ لسبب واحد. لأن الله يأمر بالأشياء مثل: لا تغضب. لا تكن فخورا. لا تشتهي. لا تقلق. لا تكن غيورا. لا تحسد. وليس لأي من هذه الأفعال تفكيرا مقدما.
الغضب والفخر، والاشتهاء، والقلق، والغيرة، والحسد، كلهم يخرجون من القلب بلا تفكير واع أو قصد. ونحن مذنبون بسببهم. فهم يكسرون وصية الله.
أليس من الواضح إذاً أنّ هناك مهمة واحدة كبيرة للحياة المسيحية: تغيروا بتجديد أذهانكم. نحن بحاجة إلى قلوب جديدة وأذهان جديدة. اجعل الشجرة جيدة والثمار ستكون جيدة (متى 12: 33).
هذا هو التحدي الكبير. هذا ما يدعوك إليه الله. لا يمكنك أن تفعل ذلك بنفسك. فأنت تحتاج المسيح، الذي مات من أجل خطاياك.
وتحتاج إلى الروح القدس ليقودك إلى الحق الممجد للمسيح وليجعلك متواضعا لقبول الحق.
قدم نفسك لهذا.
اغمر نفسك في كلمة الله المكتوبة، اشبع ذهنك بها. وصلي أن يجعلك روح المسيح جديدا جدا بحيث ما يخرج منك يكون صالحا، ومقبولا، وكاملا، لإرادة الله.