ناسك اسمه خريستوفورس
مرة سأله ناسك اسمه خريستوفورس أن يأتي إليه ليقيم الذبيحة الإلهية لديه فجاءه وأحد تلاميذه. كان الناسك يقيم في مغارة مرتفعة لا يبلغ إليها إلا بالسلم. وفي اليوم الثالث شاء المغبوط أن يغادر إلى موضعه. ولكن كان الناسك قد احتال عليه وأقفل باب المغارة وأخفى الحبال. فقال له المضيف: ها أنا أمسكك أياماً شئت أم أبيت، فإن كنت راهباً قديساً، كما يقولون عنك، فمر الباب أن ينفتح من ذاته. فأجاب: أما أني قديس فغير صحيح لأن بحر دنسي عظيم. لكني أفعل ما سألته لا لدالة لي عند الله بل لرأفته وإحسانه وتحننه. ولما قال هذا أشار إلى تلميذه فضرب له مطانية، فقال الشيخ له: مبارك الرب أن تفتح "السكرة" ليُسبح اسمه! فلما لمس التلميذ "السكرة" بأطراف أصابعه انفتحت من ذاتها للتو. فبُهت مضيفه خريستوفوروس وخاف وسبح الله. ثم قال البار لتلميذه: اصعد إلى فوق المغارة فتصيب الحبال مخبأة في موضع كذا وكذا فخذها وأتني بها لننزل ونمضي من ههنا.