ليس من المنطق ان نحظى ببدايات جديدة في نفس تلك البؤرة التي تشبعت بالخيبات و الخذلان....
البدايات الجديدة تحتاج اماكن جديدة....وجوه جديدة....طقس جديد....
روائح جديدة.....ذاكرة جديدة....بداية لا يشوبها شائبة......
بعيدا عن تلك البؤرة المسمومة....تلك التي شهدت جميع تقلباتك..
هفواتك وزلاتك..كبواتك...
لا أحد هناك يؤمن بالبدايات الجديدة....
لا أحد يؤمن بالتغيير....
جميع الأعين تنظر اليك بذات العين الآثمة....
فقد كانوا هناك جميعهم.....
جميع تلك الأعين التي تراقبك منذ زمن الزمن....
تحصي لك الاسود قبل الأبيض...
لا تتذكر سوى الوعود الكاذبة و جميع انتكاساتك....
لقد كانوا هناك منذ عظيم البدايات...
لا احد يكترث للشحص الذي أصبحت عليه الآن....
لا احد يبالي بانك لست سوى حصيلة تجارب العمر...
آلاف المواقف و الخبرات التي صقلتك و أعادت ترتيب افكارك و سلوكياتك...
لا احد حقا يكترث....الجميع ..ينظر اليك بتلك العين المدينة....الخانقة.....
فمن المنطقي و اكثر ان تتعرض جميع تلك البدايات لأشد انواع الانتكاسات....
فكلمة عابرة من جاهل كفيلة بأن تصفعك بقوة لتردك إلى نقطة الصفر....
حين نظن أننا الأقوى و الأدرى و أن لاشيء بإمكانه أن يكسرنا....
نعود لنقطة الصفر...مرة أخرى....
حين تبحث عن البدايات....عليك ان ترحل...
ان ترحل بعيدا جدا....
حتى تختفي من انفك روائح خيباتك....
و ان ترحل يعني...ان تغادر بلا أحمال...
بلا أشخاص...صالحهم و طالحهم....
بلا ذاكرة متربة....بلا عقل شارد....بلا تردد.....
اقتلع جذورك من ذلك المكان البائس..و اغرسها في مكان آخر....
تنفس في الصباح الباكر....املأ رئتيك بهواء ذلك المكان.....
تلك الرائحة....انها رائحة البدايات....
كم ارغب في تلك البداية....فرصة اخيرة لأحيا من جديد.....
cpd