9- اثنولوجيا فلسطين (أجناس سكانها):
كان سكان فلسطين الأصليون قومًا طوال القامة أشداء، يتألفون من العناقيين (يش 11: 21 و22) والرفائيين (تك 14: 5) والايميين والزمزميين والحوريين (تث 2: 10- 23). وكان من هؤلاء السكان الأصليين بقايا حتى في عهد المملكة العبرية (2 صم 21: 16- 22). وعندما وصل إبراهيم إلى البلاد كان معظم سكانها من الأموريين وقبائل كنعانية أخرى صغيرة. وأما الفينيقيون فكانوا يقطنون الأراضي الساحلية، والحثيّون التخوم الشمالية والخليل. وقد نزح الفلسطينيون على الأرجح من جزيرة كريت حوالي القرن الثاني عشر قبل الميلاد أو قبل ذلك وكان الكنعانيون بما فيهم الفينيقيون يتكلمون لغة سامية. وقد قهر العبرانيون هؤلاء الشعوب في أيام موسى ويشوع إلا أنهم لم يبيدوهم كلية. وظهور الادوميين والعمونيين والموآبيين من حين إلى آخر بين بني إسرائيل عن طريق الحرب أو الهجرة لم يضف إلى دم العبرانيين دمًا غريب الأرومة، فإن هؤلاء الشعوب كانوا ساميين ومن نسل إبراهيم كالعبرانيين. وكذلك القبائل الآرامية التي أخضعها العبرانيون لحكمهم لم تضف إلى مجموعتهم سوى الساميين. وبعد سقوط السامرة سبي الآشوريون الأسباط الشمالية والشرقية من بني إسرائيل وأدخلوا البلاد مستعمرين من حماة وبابل وعيلام (2 مل 17: 24 وعز 4: 9). وكان معظمهم من الساميين. وعلى أثر فتوحات الاسكندر، عقب ذلك هجرة من اليونانيين على نطاق واسع. فاستوطنوا بتولمايس بنوا المدن العشر اليونانية. وأدخلوا معهم لغتهم وعاداتهم وثقافتهم. بعد ذلك دخل البلاد مستعمرون رومانيون من جيش وموظفين ومدنيين.