وعاد الأسقف بعد حين إلى المدينة وجاء ثيودوسيوس على عادته إلى الكنيسة غير مبال بما سبق لأمبروسيوس أن وضعه عليه. فخرج إليه قديسنا خارج الكنيسة ومنعه من دخولها قائلاً له: يبدو، يا سيدي، أنك لا تدرك تمام الإدراك فظاعة المذبحة التي ارتكبت مؤخراً. لا يحولنّ بهاء أثوابك القرمزية دون اضطلاعك بأوهان ذلك الجسد الذي تغطيه. فأنت من طينة واحدة ومن تسود عليهم، وثمة سيد واحد لكلّ المسكونة. بأية عينين تعاين بيته؟ بأية قدمين تتقدّم إلى هيكله؟ كيف ترفع إليه في الصلاة تلك اليدين الملطختين بالدم المهراق ظلماً؟ أخرج من هنا ولا تزد على إثمك إثماً فتجعل جريمتك أفظع مما كانت. خذ عليك بهدوء النير الذي عيّنه لك الرب الإله. إنه نير صعب ولكنه دواء لصحة نفسك". فحاول ثيودوسيوس أن يخفّف من حدّة جريمته فقال: داود أيضاً أخطأ؛ فأجابه الأسقف: "إن من أخطأت نظيره عليك أن تتوب نظيره!".