(ب) الفردوس في العهد الجديد:
(1) عندما قال اللص التائب للرب يسوع وهو معلق على الصليب: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك: فقال له يسوع: "الحق أقول لك: اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 42 و43). وواضح من هذا أن الرب استخدم كلمة "فردوس" للدلالة على المكان الذي تذهب إليه أرواح المؤمنين عقب الموت مباشرة، وهو ما يتفق تمامًا مع المثل الذي ذكره الرب يسوع المسيح عن الغني ولعازر، حيث نقرأ أن الملائكة "حملت لعازر إلى حضن إبراهيم، وهو تعبير آخر عن الفردوس، أما الغني فذهب إلى مكان العذاب (لو 16: 19- 22).
(2) ويقول الرسول بولس: "إنه اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها، ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها" (2كو 12: 4). وقد ذكر قبل ذلك مباشرة أن هذا الاختطاف كان "إلى السماء الثالثة" (2كو 12: 2).
(3) ويقول الرب لملاك كنيسة أفسس: "من يغلب فسأعطيه أن يأكل من شجرة الحياة التي في وسط فردوس الله" (رؤ 2: 7)، في إشارة واضحة إلى رد الإنسان إلى مكان الراحة والسلام والشركة مع الله التي فقدها آرم وحواء بالسقوط، فطُرِدا من "جنة عدن" ومعناها "جنة المسرة" (تك 3: 24).
ونجد وصفًا لهذا الفردوس المسترد في الأصحاح الأخير من سفر الرؤيا، حيث نقرأ: "وأراني نهرًا صافيًا من ماء حياة لامعًا كبلور خارجًا من عرش الله والخروف.. وعلى النهر من هنا ومن هناك شجرة حياة تصنع اثنتي عشرة ثمرة وتعطي كل شهر ثمرها. وورق الشجرة لشفاء الأمم. ولا تكون لعنة ما في ما بعد. وعرش الله والخروف يكون فيها وعبيده يخدمونه. وهم سينظرون وجهه واسمه على جباههم. ولا يكون ليل هناك ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس لأن الرب الإله ينير عليهم وهم سيملكون إلى أبد الآبدين" (رؤ 22: 1-5).
* الجمع: فراديس، الفراديس.