بسم الثالوث المقدس
يمكن انا حبيت اكتب عن السحر من وجهة نظر الكنيسة والكتاب المقدس ،اتذكر فى الكتاب المقدس فى اكتر من مرة مثلا فى العهد القديم نشوف سحرة المصريين اللى قاومو موسى النبى وحولو عصيانهم الى حيات ، وفى العهد الجديد سفر الاعمال نشوف سيمون الساحر اللى فكر فى انه يشترى موهبة الروح القدس بالمال وهو نفس الساحر اللى بيحكى عنه تاريخ الكنيسة انه بعد توبته رجع تانى يشتغل بالسحر وسافر الى روما وكان بيستعين بالشياطين علشان ترفع جسمه عن سطح الارض فيبان انه طاير فى الهوا ويضل الناس ، فسافر اليه بطرس الرسول وشاهده وهو طاير فى الهوا فركع على الارض وصلي فخزيت شياطين سيمون وسقط على الارض وانكسر وبعدين اعتذل في بيته لغاية لما انتحر ( سيمون مش بطرس الرسول اللي انتحر طبعا )
اذن فالسحر حقيقي وهذا ما يؤكده الكتاب المقدس وتشير اليه اقوال الاباء وكتاباتهم وكذلك قوانين الكنيسة
ولكن ما هو السحر ، وكيف يتم ، ومن هم السحرة ؟
السحر هو محاولة التأثير فى الناس أو الاحداث أما بوسائل الخداع والشعوذة او بتسخير قوى شيطانية وذلك لجلب المنفعة او دفع ضرر او ايقاع الاذي بالغير او استطلاع المستقبل او الرجم بالغيب
والسحر اما حقيقي بفعل الشيطان ككتابة الاعمال لاسحرية لمنع زواج شخص وايقاع الشقاق بين المتزوجين واصابة شخص بضيق الخلق والتوهان والامراض العصبية والجسمية وتعطيل المتاجر والمشروعات ،
وأما صناعى ويكون بالحداقة وخفة اليد ومختلف انواع الحيلة وفك الاعمال بالسحر أو من يحمى نفسه بالاحراز والتعاويذ وكذا تقديم الذبائح للاسياد والشيطان كل هذا من قبيل السحر لانه استخدام للشيطان
ويتم السحر بترديد بعض الفاظ معينة أو القيام باعمال معينة أو كليهما معا ، ومنها توجيه اللعنات أو استخدام التمائم والاحراز أو بتحطيم نموذج للعدو مصنوع من الشمع او الخشب او الطين( كتخريم العروسة الورق لمنع الحسد ) أو غير ذلك للتسلط على قوى العالم لاخضاعها لارادة الانسان
اما السحرة فهم وسطاء الشيطان وعملائه فالشيطان هو عدونا الاول وهو الذي يشتكى على جنسنا ( رؤ 12 : 10 ) والذي يجول ملتمسا الاضرار بنا ( 1 بط 5 : 8 ) استطاع ان يستميل لطريقهبعضا من الناس الذي استطاع اغرائهم على ان ينضمو لجيشه فى مقابل تحقيق نفع لهم سواء مادى او جسدى وهو يتعامل معهم وهم يتعاملون معه وفى قوانين الكنيسة توجد نصوص تمنع اللجوء الى هؤلاء السحرة ولو لفك السحر وابطاله وتعد خطية كخطية عبادة الاوثان وهى ايضا تعتبر خيانة عظمى لانها الاحتماء بعدو الله
انواع السحر
يقسم البعض السحر الى نوعين :
1 - السحر الاسود : وهو الذي يحدث ضررا كبيرا وشرورا عظيمة بالاخرين كأن يصنع احدهم تمثالا للعدو من الشمع أو من أية مادة اخري ثم يطعن هذا التمثال بالدبابيس حتى يموت هذا لاعدو ، أو يعمل عمل معين لانسان بقصد ايذائه بطرق مختلفة وانواع كثيرة
2 - السحر الابيض : وهو حسب زعمهم انه لمنفعة الاخرين وللخير مثل الشفاء من الامراض أو حل المشاكل او فك عمل أو حل المربوطين او توفيق بين اثنين وللامعان فى زيادة التضليل فى ان السحر الابيض يستعمل لعمل الخير يستعمل فيه الساحر البخور وتلاوة المزامير وكتابتها فى هيئة احجبة وتمائم
وفى كل الاحوال يستخدم الساحر فى الحالتين الارواح الشريرة التى لا يمكن ان تصنع الخير على الاطلاق
وينطوى تحت هذا البند ايضا بعض انواع السحر او الممارسات المتعلقة به وقد ذكرها الكتاب المقدس فى تحذير الرب لشعبه من اللجوء الى الممارسات السحرية التى كانت الشعوب المحيطة بشعب الله تدين بها املا فى ان تحقق لهم الهتهم الوثنية مطالبهم فقال الرب لشعبه قديما " لا يكن فيك من يجيز ابنه او ابنته فى النار ولا من يعرف عرافة ولا عائف ولا متفائل ولا ساحر ولا من يرقى رقيةولا من يسأل جانا أو تابعه ولا من يستشير الموتى ، لأن كل من يفعل ذلك مكروه عند الرب وبسبب هذه الارجاس الرب طاردهم من امامك حتى تكون كاملا لدى الرب الهك " ( تث 18 : 9 – 14 ) وقال الرب لموسى قديما : " والنفس التى تلتفت الى الجان والتوابع ...... اجعل وجهى ضد هذه النفس وأقطعها من شعبها " ( لا 20 : 6 ) وهذا يبين موقف الله الصريح والواضح فى غضبه على من يفعل هذا او يلجأ الى هذا الامر فقد أمر موسى : " لا تدع ساحرة تعيش " ( خر 22 : 8 ) ومن هذا يتبين لنا موقف الله قديما من هذا الامر
اما فى العهد الجديد فهذا واضح من نصوص وقصص الكتاب وتصرفات الاباء الرسل القديسين فيذكر قصة سيمو ن الساحر فى مدينة السامرة الذي ذكر عنه انه كان " يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة قائلا انه شيء عظيم وكان الجميع يتبعونه من الصغير الى الكبير قائلين هذا هو قوة الله العظيمة وكانو يتبعونه لكونهم اندهشوا زمانا طويلا بسحره " ( أع 8 : 9 – 13 ) وبسبب كرازة القديس بولس فى افسس قيل : " كان كثيرون من الذين يستعملون السحر يجمعون الكتب ويحرقونها اما الجميع " ( أع 19 : 19 ) ويذكر معلمنا بولس الرسول السحر مقترنا بعبادة الاوثان ( غل 5 : 19 -20 ) كما يذكر معلمنا يوحنا فى رؤياه السحرة مقترنين بعبدة الاوثان فى البحيرة المتقتدة بالنار والكبريت ( رؤ 12 : 8 ) وانهم خارج اورشليم السماوية ( رؤ 22 : 15 ) ويذكر الكتاب نصوص كثيرة خاصة بالسحر والسحرة في < ( 2 اي 33 : 6 ) ، ( خر 7 : 11 ، 22 : 18 ) ، ( مى 5 : 12 ) ، ( أع 8 : 9 ، 19 : 11-19 ) ، ( غل 5 : 20 ) ، ( تث 18 : 10 ) ( 2مل 23 : 24 ) ، ( ملا 3 : 5 ) >
نعود الى السحر وممارساته التى ذكرها لنا الكتاب :
1 –إجازة الابناء فى النار : وهو عمل من اعمال السحر جاء فى اول قائمة المحذورات التى حذر منها الرب شعبه قديما ، حيث كان الاسرائيليزن تحت تأثير الشيطان يقدمون ابنائهم وبناتهمفى النار نتيجة قوى سحرية شيطانية سيطرت عليهم وسلبت ارادتهم وعاطفتهم فيتصرفون بجنون هذا التصرف الغير ادمى والذي اشتهر به بنى عمون حيث كانو يقدمون ابنائهم وبناتهم ذبائح لمولك الههم القومى ( لا 20 : 5 ) ، ( 2مل 17 : 15 – 23 ) " والاله مولك كان لع تمثال من النحاس مقام على مرتفعة على رأس وادى هنوم وهو الوادى الذي اشتقت من اسمه كلمة جهنم و كان الملوك العمونيين يوثقون ابنائهم بالحبال والسلاسل ويضعونهم بين يدى التمثال ثم يشعلون النار فى باطن التمثال الاجوف طبعا تصرف وحشي وغير ادمى علشان كده ربنا منع هذه الممارسات وقطع كل من يمارسها عن شعبه
2 – العرافة : وهى التنبؤ بأمور كثيرة قبل ان تحدث وذلك عن طريق الادعاء بالوحي الكاذب أو قرأة الفنجان أو الكف أو التطلع الى النجوم الى غير ذلك من وسائل السحر الشيطانية ، وكذلك عن طريق سكنى الارواح الشريرة فى العراف أة العرافة والتى تخبر عن ماضى وحاضرالشخص الذي يطلب العرافة أما الامور المستقبلية فلا يعرفها الا عن طريق التخمين والاستنتاج ، والعرافة عادة شائعة فى الشعوب الشرقية منذ اقدم العهود الى اليوم ، وقد ندد موسى وباقى الانبياء بالعرافة تنديدا شديدا ( تث 18 9 – 14 ) وكما يقول أشعياء النبى " هكذا يقول الرب فاديك وجابلك من البطن انا الرب صانع كل شيء ناشر السموات وحدى ، باسط الارض من معى ، مبطل أيات المخادعين ومحمق العرافين " ( أش 44 : 24، 25 ) وفى سفر أرميا : " لم ارسلهم ولا امرتهم ولا كلمتهم برؤيا كاذبة وعرافة وباطل وفكر قلوبهم هم يتنبأون لكم " ( أر 14 : 10 – 14 ) وأيضا " لا تستمعوا انتم لانبيائكم وعرافيكم وعائفيكم وسحرتكم " ( أر 27 – 9 ) ومن هنا يتضح أن هناك من يدعى معرفة الغيب وكشف المستقبل ويجذبون اليهم الضعفاء وقليلى الايمان وصغار النفوس الذين امتلأت حياتهم بالشكوك والاوهام فجرو وراء الاكاذيب وطرق الضلال بدلا من الاتكال على الله الذي لا يعرف الغيب غيره ، وقد قيل عن عرافة فيلبى انها كانت تتكسف من وراء ذلك أموالا كثيرة ولكن عندما اخرج منها القديس بولس الرسول روح العرافة انتهت عرافتها ( أع 16 : 16 – 18 ) ومن مظاهر العرافة قراءة الطوالع فى طيران الطير أو قصف الرعد أو ظهور مذنبات فى الجو أو الكسوف أو الخسوف أو الحوادث المفاجئة أو الموت المفاجئ وغير ذلك من الظواهر التى يتخذ منا اصحاب هذا الامر دليلا على حدوث أمور فى المستقبل يضلون بها الاخرون .
3 – ولا عائف :والعيافة هى التسعد والتشاؤم باسماء الطيور واصواتها وربط ذلك بنتائج معينة بربطها باحداث معينة فى المستقبل كأن يتضايق البعض مثلا من البومة ويسمونها ( أم قويق ) وينزعجون بسببها لسكناها فى الاماكن الخربة وطيرانها ليلا بين المقابر .
4 – ولا متفائل : والشخص المتفائل هو الشخص الذي يأخذ بالفأل كصوت يسمعه اثناء العمل وأثناء الكلام فيستبشر به أو استخدام الشخص لاشياء تعود عليها وصار يتفائل بها ككأس يوسف وهى عادة فرعونية قديمة ( تك 44 : 5 ) أو يتفائل بشخص ( تك 30 : 27 ) وعكس التفائل التشاؤم
وقد حذر الرب شعبه قديما من التفاؤل والعيافة والتشاؤم قائلا : " لا تتفائلو ولا تعيفو " ( لا 19 : 26 ) ، " أنه ليس عيافة على يعقوب ولا عرافة على اسرائيل " ( عدد 23 )
5 – ولا ساحر : والساحر هو الشخص التى تعاهد مع الشيطان ويعمل اعمالا خارقة للتضليل مثل سيمون الساحر ، ويسميهم الكتاب المقدس انهم انبياء كذبة مثل باريشوع ( أع 13 : 6 ) ويصفهم بانهم أناس فاسدة أذهانهم يحاربون الحق ومن جهة الايمان مرفوضون وان حمقهم سيكون واضح امام الجميع ( 2 تى 3 : 8 ، 9 )
وكمحاولة لمعرفة الغيب يلجأ الاشرار الى السحر والسحرة لايذاء الاخرين او لتحقيق رغبات دنسة تدمر من يقع فيها فريسة للشيطان أو املا فى شفاء كاذب أو فك عمل أو ربط او ادعاء أيجاد محبة بين طرفين وهو ما يسميه البعض بالسحر الابيض وكل هذه الامور هى ضد الله وضد وصاياه
6 – ولا من يرقي رقية : والرقية هى التعويذة وهى عبارة عن كلمات مرتبة ومنظمة يتمتمها الراقى ذاكرا فيها اسماء معينة يسميهم الاعوان الخدام وهى تكون ايضا مكتوبة بحروف معينة تكتب فى ورقة تسمى حجاب ويحملها الشخص المريض او يضعها فى مكان ما أو يضعها فى ماء ويتركها ليلة او اثنين تحت نجوم السماء وتكتب هذه الرقية او التعويذة او الحجاب على سعف النخل او ورق او جلد حيوانات ، وقد يوصي الراقى المريض بان يحرق التعويذة فى جمر نار مع انواع من البخور زاعما انها تشفي المريض او تبعد عنه الارواح المعاكسة ، وهذه الكتابة قد تكون حروف واسماء للشياطين والجناو كلام مبهم غير مفهومولا يدل على شيء ويذعمون انها تقى من الضرر وتحفظ من يحملها من الشياطين وحسد الناس ولا يعلم من يحملونها أو يتعاملون مع هذه الصور المختلفة انها قد تضرهم ضررا بالغا وتجلب عليهم غضب الله وتزيد من اوجاعهم .
7 – ولا من يسأل جانا أو تابعه : والجان هو الروح الشرير ويدعى تابعه لانه يتبع من يستحضره ليستحضر له ما يشاء من ارواح الموتى لاستشارتها ( 1 مل 28 : 7 ) ( 2مل 1 : 3 – 5 ) وقد حذر الوحى الالهى من الالتفات الى الجان وطلب التوابع فقال : " ولا تلتفتو الى الجان ولا تطلبوا التوابع فتتنجسوا بهم " ( لا 19 : 31 ) ولهذا قال الرب " اذا كان فى رجل او امرأة جان او تابعه فإنه يقتل بالحجارة ، يرجمون دمه عليه "( لا 20 : 27 )
8 – ولا من يستشير الموتى : استشارة الموتى تعنى استحضار الارواح البشرية التى فى العالم الاخر الروحى وذلك ليتقمصو الوسطاء وهم اشخاص ادميون احياء على الارض عندهم استعداد خاص لهذه الوساطة ويتخذو منهم وسيلة تنقل احاديثهم الى سكان الارض ( بنعمة المسيح وصلواتكم ححاول اتكلم عن تحضير الارواح بالتفصيل في موضوع مستقل )
تأثير السحر على الانسان
يختلف تاثير السحر على الانسان من شخص الى شخص حسب قامة الانسان الروحية وعلى قدر ما فى الانسان من قوة مضادة ، فاذا وقف الانسان بمفرده امام قوة السحر الشيطانى وتجرد من الاسلحة الروحية ولم يكن متسلحا بها استطاع السحر ان يقوى عليه أما اذا كان متسلحا بالاسلحة الروحية وهى سلاح الله الكامل الذي يحمله وبه يستطيع ان يطفئ جميع سهام ابليس المتقدة نارا ( افسس 6 : 16 ) فانه يمكن ان يغلب وينتصر فتندحر من امامه قوة السحر ، والله لم يتركنا مجردين من الاسلحة يمكننا بها اذا تنبهنا لها ولفاعليتها واذا استخدمناها الاستخدام الصحيح ان نطفأ جميع سهام ابليس وان نصد بها جميع اعمال الشياطينومن هذه الاسلحة سلاح المعمودية الذي به ندخل فى عضوية المملكة السماوية ونطرد الشيطان من اجسادنا بجحده جحودا مثلثا فلا يصير له موضع فينا ثم ندهن بزيت الميرون المقدس الذي به تتحصن جميع اعضائنا فلا يستطيع اي روح نجس أن ينفذ الينا بالاضافة الى الاسلحة الاخرى من ممارسات روحية كالاعتراف والتناول الذي يقدس الانسان بالتوبة والثبات فى الرب وكذلك الاصوام والصلوات والقراءات الروحيةفى كلام الله وكتبه المقدسة والتأملات الروحيةومحاسبة الانسان لنفسه ومواظبته على ضروب العبادة المختلفة التى تقويه وتحصنه ضد مكائد العدو الشرير
صلو من اجل ضعفى