وفى النهايه لابد ان نقول
يولد الطفل وقد منحه الله قدرات وصفات تميزه عن الآخرين.
ومهما تشابه الأفراد والأخوة تظل السمات والفروق الفردية هي السمة المميزة لكل شخصية
إذ أن شخصية الفرد تتكون من مزيج من الفروق الفردية والبيئة المحيطة به.
وإن كانت الفروق الفردية الخاصة بكل فرد هبة الخالق للإنسان فمثلاً نجد الشاعر.. أو الموسيقي.. أو الرسام.. الخ،
إلا أن "التربية" تُعد من إحـدى عناصر البيئة المحيطة بالطفـل والتي تؤثر في نموه وتكوين شخصيته إلى حد كبير.
فالتربية هي مسئولية الأبوين معاً التي قد تؤثر بالسلب أو الإيجاب على السمات الفردية الموهوبة للطفل.
فعلى سبيل المثال، نجد طفلاً مولوداً وله أذان موسيقية قادرة على تمييز الأصوات.
وهنا تتدخل التربية في إظهار مواهب الطفل،
فإذا انتبه الأبوين لذلك وعلما الطفل الموسيقى لأصبح لدينا عازف أو موسيقار متميز.
وهناك مثالاً آخر يختص بصفة الشجاعة؛ فالطفل يولد وهو يجهل المخاطر المحيطة به فنجده مقبلاً عليها دون إدراك للنتائج المترتب عليها اندفاعه مثل لمس أكباس الكهرباء أو الأواني الساخنة أو الحيوانات التي قد يربيها البعض في المنازل، وقد يخرج من بعض هذه المغامرات بنتائج مؤلمة.
ولكن مع مرور الوقت ونمو الطفل، تتكون لدى الطفل القدرة على التمييز بين ما هو خطر و ما هو آمن.
وإلى أن يُدرك الطفل هذا بنفسه يكون المؤشر الخاص به تجاه الخطر هو الأب أو الأم عن طريق ردود أفعالهم تجاه هذه المخاطر الخارجية التي يمر بها الطفل.
لذلك نستطيع أن نقول أنه لا يولد طفل جبان أو شجاع لكن سلوك أبويه هو الذي يؤثر على شجاعته ويولد لديه إما الإحساس بالإقدام أو الإحساس بالخوف.
وبالقياس على كل صفات الشخصية، نجد أن سلوكنا مع أطفالنا هو المحدد الأساسي لمعظم تصرفاتهم وسلوكهم فيما بعد.
ومن هنا يظهر مدى أهمية دور الآباء في تربية أطفالهم التربية السليمة؛ فكل سلوك يصدر بقصد أو بدون قصد ينعكس على حياة الطفل بطريقة أو بأخرى.