[walaa farouk]

يسيء الناس أحيانًا فهم وصيّة الربّ يسوع هُنا إذ يعتبرونها نهيًا عن كل شكل من أشكال الحُكم. فمهما حصل من أمر، يقولون بكلّ تقوى، «لا تدينوا لكي لا تدانوا». لكنّ يسوع لا يعلّمنا أن نكون مؤمنين غير فطنين، فهو لم يقصد قطُّ أن نتخلّى عن قدرتنا على التمييز والنقد البنّاء. ويحتوي العهد الجديد على أمثله كثيرة تتضمّن إدانة مبرَّرة لحالة الآخرين، وسلوكهم أو تعليمهم للغير. أضف إلى ذلك أنّ هناك مجالات متعدّدة ينبغي فيها على المؤمن أن يتّخذ قرارًا، وأن يميّز بين الصالح والرديء، أو بين الحسن والأفضل. وبعض هذه الأمور تتضمّن التالي: 1 - عندما تنشأ نزاعات بين المؤمنين، يجب أن تسوّى في الكنيسة أمام الإخوة الذين يستطيعون أن يقضوا في الأمر (1كو6: 1 -8). 2 - على الكنيسة المحليّة أن تحكم على الخطايا الجسيمة إذا ما وجدت لدى أفرادها، وتتّخذ بالتالي الموقف المناسب (مت18: 17؛ 1كو5: 9 -13). 3 - على المؤمنين أن يحكموا أيضًا على التعليم العقائدي للمعلّمين والمبشّرين مستخدمين كلمة الله (مت7: 15 -20؛ 1كو14: 29؛ 1يو4: 1). 4 - ينبغي للمؤمنين أن يميزّوا هل الآخرون مؤمنون، بُغية إطاعة وصيّة الرسول بولس في كورنثوس الثانية 6: 14. 5 - يجب على الكنيسة المحليّة أن تحكم في أمر الذين تتوفّر فيهم المؤهلات الضروريّة ليكونوا شيوخًا وشمامسة (1تي 3: 1 -13). 6 - علينا نحن المؤمنين أن نميّز من هم الأشخاص الذين يسلكون بلا ترتيب، أو من هم الضعفاء وصغار النفوس الخ، وأن نعاملهم بحسب ما يعلّمنا الكتاب المقدّس (مثلاً 1تس 5: 14).