ولكننا نرى بولس أسقف إيميس سنة (432م) يُلقى عظة رائعة عن ميلاد السيد المسيح فى يوم (25 ديسمبر) بكنيسة الإسكندرية، فى حضور البابا كيرلس عامود الدين (400- 432م)، ومنها نستنتج أن هذا التقليد قد دخل إلى كنيسة الإسكندرية قبل ذلك بقليل، أى حوالى سنة (430م) قبل أن يغادر كاسيان مصر.
هذا وقد جاء فى المجلد الخامس من قاموس ” دتش ” القديم: إن عيد الميلاد قد أُدخل لأول مرة فى كنيسة الإسكندرية عام (430م) كما جاء فى القاموس الفرنسى ” لاروس ” القرن العشرين ج 5 ص97: إن الاحتفال بهذا العيد رسمياً فى كنيسة الإسكندرية، كان فى عام (430م) على وجه التقريب.
وفى دائرة المعارف الدينية والأخلاقية المجلد الثالث ص406 جاء ما يلى: ولا يمكن أن يُحدد بالضبط التاريخ الذى جُعل فيه يوم (25 ديسمبر) عيداً رسمياً للمسيح فى الكرسى الإسكندرى ولكنه يقع يقيناً فى الفترة (400–432م).
أما أورشليم فقد ظلت متمسكة بالتقليد القديم، أى تقيم العيدين معاً فى يوم (6 يناير)، ولكن المقاومة زالت أخيراً فى منتصف (ق5) والدليل الأكيد على ذلك: هو الموعظة التى ألقاها باسيليوس أسقف سلوقية فى يوم عيد القديس إسطفانوس، ونراه فيها يمدح يوفينال أسقف أورشليم، لأنه أول من احتفل بعيد ميلاد المسيح فى يوم (25 ديسمبر) فى كنيسة أورشليم، وكان يوفينال بطريركاً على أورشليم من (424– 458م).