وسطه ونشأته
لا نعرف تماماً متى كانت ولادته. نعرف فقط إنها كانت في حدود العام 295م. كذلك لا نعرف أين كانت. ثمة ما يبعث على الظن إنه ربما ولد في مكان ما بقرب مدينة الإسكندرية، مما يفسِّر إلفته بآباء البرِّية وتعلّقه بمثالهم. أنّى يكن الأمر فالبادي أنه كان قبطياً أكثر مما كان يونانياً. وقد أشار القدامى إلى السمرة غير العادية لبشرته. كان يقرأ ويكتب ويعظ بالقبطية. هذا لا شك فيه. لم يعرض لاضطهاد المسيحيّين في سنواته الخمسة العشر الأولى من حياته. حملة ذيوكليسيانوس قيصر على المسيحيّين امتدَّت من السنة 303 إلى السنة 311 م. ماذا كان وقعها عليه؟ لا نعلم بالتدقيق، لكن، هناك من يميل إلى الربط بعامة بين تشبّث الشهداء بالإيمان وصلابتهم، من ناحية، وما أبداه أثناسيوس في صراعه ضد الآريوسية، من ناحية أخرى، من أمانة وصلابة وطول باع. فالواضح أن نفسه كانت مطبوعة على روح الشهادة للرب يسوع.