رقاد القدّيس باسيليوس:
رقد القدّيس باسيليوس الكبير في أوائل كانون الثاني من العام 379م عن عمر ناهز التاسعة والأربعين أو الخمسين. وقد ذكره معاصروه، ومن بينهم القدّيس غريغوريوس اللاهوتي، أنّه بعدما كان ممدداً على سرّير الاحتضار وقد ضؤلت النسمة في منخاريه، إذا بالحياة تدب فيه من جديد كأنّما كان قد ترك أمراً لم ينجزه ورغب في نجازه.
وبالفعل فإنه امتلأ بحيوية ووضع يده على بعض من الخدم وسامهم كهنة وشمامسة. ثم عاد وتمدّد من جديد وأسلم الروح. كلّ المدينة كانت حوله. كانت الخسارة أعظم من أن تعوّض. كانوا كمن يحاول منع باسيليوس من مغادرتهم. بان الألم سيّد الموقف وكلّ، حسب القدّيس غريغوريوس اللاهوتي، كان مستعداً لأن يتنازل عن قسط من حياته لحساب راعي النفوس الكبير. ولكن، عبثاً حاولوا، لأن الملائكة أخذته.
وبعدما جُعل على كرسي ومشى به المشيّعون في موكب مهيب، أخذ الناس يدوسون بعضهم بعضاً. وسقط عدد منهم صرعى. وقد التقى في مأتمه اليونانيين واليهود والغرباء. ولعل قوماً ظنوا أن مجيء المسيح ثانية كان على الأبواب. وقد جرت برفاته عجائب جمّة. كما قيل أن نفسه استقرّت قريبة من العرش الإلهي تحقيقاً لاسمه الذي معناه الملكي.
هذا هو النموذج الأول للأسقف القدّيس في كنيسة المسيح. كان معلماً للمسكونة وقمراً للإيمان الأرثوذكسي وأباً للرهبان ومشرّعاً ومعيلاً للفقراء وعناية لكلّ الذين وضعوا رجاءهم على الله. ومعزيّاً للمضنوكين وسنداً للضعفاء ومؤدّباً للملوك.
تعيّد له الكنيسة الغربية في 14 حزيران، وكانت، قبل القرن التاسع للميلاد، تعيّد له في أول كانون الثاني.
جمجمته، إلى اليوم، موجودة في دير اللافرا الكبير في جبل آثوس.