فتعجّب مودستوس وتحيّر جداً وأجاب:
- مودستوس: لم يجسرّ أحد قبل اليوم على مخاطبتي بهذه اللهجة!
- قد. باسيليوس: ربّما لأنّك لم تلتق أسقفاً قط. وإلّا لكلّمك بالطريقة التي كلّمتك بها. نحن الأساقفة قوم ودعاء مسالمون لأن شريعتنا تأمرنا بذلك. ونحن كذلك لا مع الرؤساء وحسب بل مع كلّ الناس بلا استثناء. ولكن
قيل في سبيل الله لا نحسب حساباً لشيء، لا للتعذيب ولا للموت. فالتعذيب يقوي عزيمتنا. أهنا، هددنا، افعل
ما يحلو لك. مارس سلطانك علينا! ولكن ليسمع الإمبراطور كلّامي جيداً! لن تقنعنا أبداً بالانضمام إلى قوى
الإثم مهما بلغ تهديدك لنا!»
فعاد مودستوس إلى والنس الإمبراطور وقدّم له تقريراً بشأن القدّيس باسيليوس: «لقد دحرنا هذا القائد الكنسي. أنّه فوق التهديد وأثبت من كلّ حجة وأقوى من كلّ إقناع».
ولم يستسلم والنس. عاد بعد حين فأرسل أحد أبرز جنرالاته، تيرنتيوس، عساه بالإطراء والمديح والكياسة والكلّام المليح يستميله إليه فباءت محاولته بالفشل. ديموستينوس الخصي. مهجعي الملك وأمين مطبخه كان له، هو أيضاً، دور في محاولة إقناع القدّيس باسيليوس. هذا كانت له شهرة إيجاد الحلول السرّيعة للمسائل الشائكة. حاول أن يكلّم القدّيس باللاهوت فبدى مضحكاً. شهر سيفاً في وجهه وهدده بانتزاع كبده. فأجابه القدّيس بابتسامة: ليتك تفعل، إذن لخلصتني من الألم الذي أشعر به في كبدي! ثم أن والنس في أوائل العام 373م جاء بنفسه إلى كنيسة القدّيس باسيليوس فقابله قدّيسنا، وكان مع الملك ديموستينوس الأنف الذكر.