إنتصار الشخص الظالم مش أنه يشوف القهر في عيونك او يحس أنه قدر يوصلك كل معاني الذل و المعاناة ,
إنما إنتصاره لما يحولك لظالم زيه , لما يشوهك ! ..
الظالم كائن مشوه , و هو نفسه علي يقين تام بالحقيقة ده ,
فهو شخص بيعاني من فقدان كبير لأساسيات الإنسان السوي , فهو فاقد للحب , فاقد للإحترام , فاقد لتقديره الصادق لنفسه !
و كل الفقدان ده بيستبدله بمعاير مشوهة زي الخوف و الترهيب , زي الصوت العالي و استخدام العنف , زي الكرامة المزيفة و النفخة الكدابة ! ..
و ككائن مريض بيحاول يتغلب علي شعوره الأعزل بالمرض أنه ينشر مرضه ده بين الناس , و نجاحه انه يخلق جيل أكبر من الظلمه و المفتريين ... نجاحه أنه يخليك زيه !
فكمجتمع ساقط في وحل الظلم و النقص , معايرنا تجاه الشجاعة و الرجولة بقت مزيفة و مشوهة , و ده أكبر عامل لأستمرار عجلة الظلم بين الناس ...
فبداية علاج الأزمة في الحفاظ علي ما تبقي فينا من إنسانية .. في التصدي للتشهوه ده !
الموضوع ده مش صعب , إنما في الواقع مستحيل !!
فكرة أنك تتعرض لضغط مجتمي شامل , ضغط بتتعرض له في كل مكان و كل وقت , من القريب و الغريب , مجبر عليه او بأختيارك ,
و يبقي أشبه بمعركة حياتية بيعيشها الإنسان المصري في كل لحظة و كل قرار .. ,
معركة ضد عدو أكبر من مجرد جماعة مسلحة او منظمة عصابية , أنما ضد معايير أخلاقيه بيحددها لنفسه !!
فيبقي في النهاية الظالم نجح في هدفه , قدر أنه يوصلك أنك تقهر نفسك بنفسك , أو بمعني أعمق تشوه إنسانيتك بإرادتك و بمزاجك ..
و الحقيقة , مفيش ذل أو إهانه أكتر من ذل و إهانة الإنسان لنفسه .. و هو ده هدف الظالم , هو ده هدف المريض المشوه ..