أباً للراهبات:
أسس القدّيس ديراً للفتيّات وأهتم بدير آخر للراهبات أيضًا. وكان يطلب منهن دائمًا أن لا ينسين الصلاة الدائمة التي هي أساس كلّ شيء، فإن لم يكن الرّب أولاً في قلبنا فباطلنا هي حياتنا.
حواره مع موتوفيلوف:
أتاه يومًا شاب غني بعمر الثانية والعشرين يدعى نيقولاوس موتوفيلوف (أصبح لاحقًا مدبّراً لدير الراهبات في ديفيافو) طالبًا الشفاء إذ كان مشلولًا. وبعد أن أخبره كم مضى من السنين وهويقصد الأطباء ليتعافى ولم يفلح الأمر، نظر قدّيسنا في عينيه وقال له: "هل تؤمن بالرب يسوع المسيح الذي خلق الإنسان وتكرّم أمّه الكلية القداسة مريم الدائمة البتولية؟". فأجابه: " نعم أؤمن"، فأكمل القدّيس: "وهل تؤمن بأن الرب الذي اعتاد أن يبرئ المرضى بقوة كلمته قادر في أيامنا أيضاً أن يبرئ من يسألونه بنفس السهولة؟". قال: " نعم أؤمن"، فأكمل: "وهل تؤمن بأن لشفاعة والدة الإله قوة لا تقهر من لدن ابنها القادر على شفائك؟ " فأجاب: "أؤمن من كل قلبي، ولولا هذا الإيمان ما طلبت أن يؤتى بي إلى هذا الموضع!" عندئذٍ قال قديسنا: " حسناً، إذن! إذا كنت تؤمن فأنت معافى سلفاً". فإنذهل الشاب مجيبًا:" "كيف ذلك وأنت وخدمي تمسكونني لكي لا أقع أرضاً". فأجابه: "كلا، كلا، أنت الآن معافى تماماً! "عند ذاك سأل القديس الرجال أن يرفعوا أيديهم عن موتوفيلوف، ثم أخذه بكتفيه وجعله على قدميه قائلاً له: "قف على قدميك ولا تخف! "ولما أمسك بيده دفع به قليلاً إلى الأمام ودار به حول الشجرة. "أترى كيف تقدر أن تمشي حسناً!" "هذا لأنك تمسكني جيداً! كلا بإمكانك أن تمشي لوحدك من دون مساعدتي! قال هذا وسحب يديه، فشعر موتوفيلوف بقوة خفيّة تسري في بدنه وأخذ يمشي لوحده من دون خوف. وقد شهد، فيما بعد، أنه لم يشعر بالعافية والحيوية في حياته كما شعر في ذلك اليوم.