سيرافيم لا يغادر قلايته:
دخل إلى قلايته ورفض مغادرتها لقرابة خمس سنوات، حتى أنّه كان يتناول القدسات في داخلها.
وبعدها، وبنعمة إلهيّة فتح بابه على مصراعيّه وأصبحت قلايته مقصدًا للغني والفقير، للأمبراطور والحاكم والعامل، للراهب ورئيس الدير...
مرّة أتاه قائد الجيش فعاد أدراجه يبكي كالطفل وحاملًا بين يديه قبعته وبداخلها نياشينه التي كانت تتساقط على الأرض كلّ مرّة كان يعترف أمام القدّيس عن خطاياه.
موهبة الرؤية:
منّ عليه الرّب بموهبة الرؤية فكان مرشدًا لكثير من النفوس. وقد عبّر عن ذلك بقوله: "القلب البشري مفتوح لله وحده وكلما اقترب منه أحد وجد نفسه على حافة جب عميق... أنا لا أفضي لأحد إلا بما يفضي إليّ به الرب الإله. وأني لمؤمن أن الكلمة الأولى التي ترد على ذهني موحاة من الروح القدس. ثم متى أخذت في الكلام لا أعرف ماذا يمكن في قلب الرجل الذي يسألني. أعرف فقط أن الله يوجّه كلماتي من أجل ما فيه خيره. لكن، إذا أعطيت جواباً من بنات حكمي على الأمور دون أن آتي به إلى الرب الإله أولاً فإني أقع في الشطط... على هذا كما الحديد بين يدي الحدّاد كذلك أنا بين يدي الله، لا أبدي تحرّكاً من دون مشيئته ولا أتلفظ بكلمة غير ما يلحّ هو به عليّ"...