وكلمة ملاك في هذه الآية مذكورة مرّتين:
* في المرّة الأولى تمثّل المرسَل أيّ الملاك الذي سيرسله الرّب ليعدَ طريقه، إذ أن المتكلّم هنا هو ربّ الجنود، أي الله نفسه.
* في المرّة الثانيّة تعني المسيح الذي هو ملاك العهد. والذي سيأتي قبله من يهيئ الطريق أمامه كملاك أيضًا. وهذا هو الارتباط بين اسم النبي وموضوع نبؤته.
فهذه الآية هي تهيئة لمجيء المسيَّا وجواب لأيّة تسبقها مباشرةً، يظهر فيها استهزاء الأشرار واستخفافهم بمجيء الربّ وخلاصه: "أين إله العدل؟" (17:2).
لقد هيأ الله البشرية لمجيئه منذ سقوط آدم وحواء إذ أعطاهما الوعد: "أضع عداوة بينكِ وبين المرأة، وبين نسلكِ ونسلها؛ هو يسحق رأسكِ، وأنتِ تسحقين عقبه" (تك 3: 15). وجاء الآباء البطاركة الأوّل ثم الأنبياء يقدّمون رموزًا ونبؤات عن مجيئه، وأخيرًا يرسل الله يوحنا المعمدان كملاكٍ يهيئ الطريق للمسيا الموعود به، وقد دعاه الله ملاكه.