* أثناء* مهامه* الاستطلاعيّة* لوضع* الكنيسة* في* العربية* وبابل،* عرّج* على* أورشليم* فخيّبت* آماله،* لا* سيما* لجحافل* الحجّاج* إليها*. كانوا* قذرين* وعاداتهم* في* الفنادق* أحدثت* له* صدمة*. وجد* أورشليم* شديدة* القذارة،* زانية* وليس* في* الإمبراطورية* مدينة* أكثر* ميلاً* إلى* الجريمة* منها*. فلفظ* حكمه* عليها* بقوله*: *«لا* يمكنني* أن* أتصوّر* السيد* عائشاً* في* الجسد* اليوم* فيها،* أو* أن* ثمة* فيضاً* من* الروح* القدس* في* المكان*»*. لم* ينصح* بزيارتها* أو* الحجّ* إليها*. الخلود* إلى* سكون* النفس* خير* منها*.
يبدو* أن* فصاحته* نالت* فيما* بعد* إعجاب* بلاط* القسطنطينية،* فنراه* ما* بين* سنة ٣٨٥م* و٣٨٦م* يلقي* عظة* رائعة* في* تأبين* الأميرة* بولكاريا،* ثم* بعد* ذلك* استدعي* لوفاة* الأمبراطورة* فلاسيللأ* زوجة* ثيودوسيوس،* فاستذوقت* كلمته* التأبينية* الطبقة* الأرستقراطية* وذاعت* شهرته* وازداد* نفوذه*. إلا* أن* هذا* الأمر* لم* يؤثر* على* كبريائه* بل* بقي* متواضعًا* مبتعدًا* عن* أمجاد* الدنيا*.
بعدئذ* يُذكر* اسمه* سنة ٣٩٤م* في* مجمع* ثانٍ* عقد* في* القسطنطينية* ثم* يتوارى* ذكره* من* صفحات* التاريخ*.
*