القدّيس غريغوريوس والأربعون* شهيدًا*:
مرّة،* وهو* في* العشرين* من* عمره،* اضطر،* بإيعاز* من* والدته* التي* كانت* تعشق* الصلوات* والسهرانيّات،* أن* يحضر* سهرانيّة* في* كنيسة* للعائلة* على* اسم* الأربعين* شهيدًا،* كان* سيجري* نقل* بعض* رفات* الشهداء* إليها*.
وصل* القدّيس* غريغوريوس* إلى* هناك* غاضبًا* لأنّه* ترك* أصدقائه،* وبدأ* يُبدي* تضجّرًا* من* الصلوات* ويتأفّف* من* طولها* ويتمتم* بكلماتٍ* أزعجت* الحاضرين* من* حوله،* وانتهي* به* المطاف* بأنّه* تسلّل* خارج* الكنيسة* إلى* حديقة* مجاورة* وخلد* إلى* النوم* وهو* ينظر* إلى* السماء* ويتأمّل* النجوم* .وهناك* كان* الله* بانتظاره*.
أتاه* حلم* في* في* نومه* بدا* له* خلاله* كأنّه* في* صحو،* وقد* شعر* في* الحلم* برغبةٍ* جامحةٍ* في* العودة* إلى* الكنيسة* والاشتراك* في* الصلاة* الدائرة* فيها*. فلما* همّ* بالتوجه* إلى* هناك،* وكل* ّذلك* في* الحلم،* إذ* بأربعين* شهيدًا* مسلّحين* يقفون* في* وجهه* ويتهدّدونه،* وكادوا* أن* يسحقوه* لو* لم* يرأف* به* أحدهم*.
بدى* الحلم* كأنّه* حيًّا* لدرجة* أن* القدّيس* غريغوريوس* استفاق* منه* وهو* يبكي*. فهمّ* مسرعًا* ودخل* الكنيسة* مستسمحًا* ربّه* والشهداء* القدّيسين* الأربعين.
وقد* كتب* لاحقًا* وعظتين* رائعتين* عن* هؤلاء* القدّيسين* الأربعين* الشهداء* من* سبسطية*) يُعيّد* لهم* في ٩ أذار)* ،ألقاهما* في* كنيسة* شيّدت* على* اسمهم،* وعند* وفاة* والديه* قام* بدفنهما* قرب* ذخائر* هؤلاء* المعترفين* القدّيسين.
هذه* كانت* أولى* الصدمات الإيجابيّة التي* تلقّاها* في* شبابه*. ويبدو* أن* عددًا* منها سيكون* في* انتظاره*.