⁜ الحلقة الخامسة والأخيرة: بعد يوليانوس الجاحد تولّى الحكم الإمبراطور جوفيانوس الذي كان أرثوذكسياً. هذا ثبّت أثناسيوس على كرسي الإسكندرية وعامله بإجلال كبير. لكن عمر جوفيانوس كان قصيراً. ففي أوائل العالم التالي، 364م، خرج على رأس عسكره إلى حدود بيثينيا، حيث قضى مسموماً بدخان الفحم الذي أُشعل في غرفة نومه لتدفئته. على الأثر تولّى الحكم إمبراطوران:والنتنيانوس على الغرب ووالنس على الشرق. والنس كان آريوسياً. والفريق الآريوسي كان أضعف من ذي قبل. انتظر والنس إلى العام 367م ليبادر إلى نفي الأساقفة الأرثوذكسيين من جديد. أثناسيوس كان من بينهم. توارى مرة أخرى. وقيل اختبأ أربعة أشهر في مقبرة. ولكن اهتاجت مصر فتوجّس والنس خيفة وأمر باستعادة أثناسيوس فعاد، هذه المرة، ليبقى.
ساس قدّيسنا رعيّته بسلام سبع سنوات إلى أن رقد في الرب في 2أيار عام 373م. جملة سنواته أسقفاً كانت ستّاً وأربعين، قضى عشرين منها في المنفى. لم يعاين نصرة الأرثوذكسية في كل مكان، لكنها تحقّقت بعد سنوات قليلة من وفاته، زمن الإمبراطور ثيوديوس الكبير.