⁜ أثناسيوس وآريوس: أول الغيث! سنة 318م، وبناء لطلب ألكسندروس، كتب أثناسيوس، وهو بعد في أوائل العشرينات من عمره،مقالتين إحداهما ضدّ الوثنيّين والأخرى بشأن تجسّد كلمة الله. تضمّنت المقالتان لبّ الرسالة التي شاء الرب الإله لأثناسيوس أن يفتّقهاوينقلها إلى العالم. وحدث في السنة 319 أن دعا ألكسندروس إلى اجتماع لكهنته عرض فيه لوحدة الآب والابن والروح القدس فيالجوهر، فلم يرق كلام الأسقف لأحد الكهنة الحاضرين، وهو آريوس، الذي اعترض وطعن في وحدة الجوهر الإلهي قائلاً:
"إذا كان الآبقد ولد الابن فلا بد من أن يكون المولود ذا بداءة في الوجود، وهذا معناه أنه كان هناك وقت لم يكن فيه الابن موجوداً. ومعناه أيضاً أنالابن اقتبل جوهراً من العدم". قول آريوس هذا استتبعه اعتبار الابن دون الآب ولو سما على الإنسان، ومن جوهر غير جوهر الآب، وأندوره بين الله والإنسان لا يتعدّى دور الوسيط. وكل ما أُسبغ عليه من تسميات، كالسيّد والمخلّص والإله، إنما أُسبغ عليه مجازاً، من بابالتوسّع. ألكسندروس استفظع وحاول ردّ آريوس عن غيّه عبثاً. كثيرون، محلياً، تدخّلوا ولكن على غير طائل. آريوس عاند وتمادى.وقليلاً قليلاً بدأ أثناسيوس يلعب الدور الأبرز في الصراع. تكلم عن ألكسندروس. واجه آريوس بقوة ودون هوادة. أما ألكسندروسفأطال أناته على آريوس بما فيه الكفاية، ولما تبيّن له أنه لم يعد هناك مجال للعلاج جمع أساقفة مصر وليبيا وحكم بقطع آريوس.