⁜ ماذا عن علمه وثقافته؟ لا نعرف الكثير. يبدو أنه لم يتثقّف بثقافة اليونانيين نظير كبار القدّيسين كباسيليوس الكبير والذهبي الفموغريغرريوس اللاهوتي. الكنيسة تعلّمها، بصورة خاصة، من الكأس المقدّسة، من المعلّمين المسيحيّين وأوساط المؤمنين والدوائرالأسقفية في الإسكندرية حيث يبدو أنه انضمّ حدثاً إلى حاشية القديس ألكسندروس، أسقف المدينة. بعض معلّميه، على ما أورد هوعبوراً، قضى في زمن الاضطهاد. هذا ربما فسّر حدَّة روح الشهادة لديه.
وقد شاعت عن كيفية التصاقه بأسقف الإسكندرية، ألكسندروس، رواية مفادها أنه فيما كان الأسقف، يوماً، في دارته المطلّة على البحر،لاحظ، في المدى المنظور، على الشاطئ، حفنة من الأولاد يلعبون. كان واحد منهم يقف في الماء فيما كان رفاقه يتقدّمون واحداً واحداً كمافي زيّاح، فيصبّ عليهم الماء وينصرفون. فأخذ الأسقف يتساءل: ترى ماذا يفعلون؟ وبدافع الفضول أرسل في طلب الولد وسأله ماذايعمل؟ لماذا يصبّ الماء على رؤوس الأولاد الآخرين؟ فأجابه: أعمّدهم!
- وهل تعلم كيف؟ - نعم! علّمتهم أسرار إيماننا ولقّنتهم الصلواتوكيف يستعدّون لاقتبال المعمودية ثم عمدّتهم! الأولاد، بالمناسبة، كانوا وثنيّين. فتعجّب الأسقف وأكبر ما فعله الصبي. وإذ مال إليهورغب في تبنّيه استأذن والديه وضمّه إليه. وبعد سنوات قليلة أضحى مقدَّماً عنده كابن لأبيه وحافظ سرّه.