تغطّي رسائل القدّيس مرحلة تمّتد أربعين سنة من عمره، من السنة ٤٣٣م. لا نعرف عدد رسائله أصلاً وإن كان عدد ما وصلنا منها ألفين واثنتي عشرة. بعض القدامى تحدّث عن ثلاثة آلاف. ميزة رسائله، بعامة، أنّها مقتضبة، ذات أسلوب سلس، أنيقة ممتعة، ممتلئة نارًا إلهية، تنفذ إلى العقل والقلب بيسر. أكثر رسائله يعالج موضوعات كتابية.يتبع القدّيس في ذلك أسلوب المدرسة الأنطاكيّة. إلى ذلك، بين رسائله، عدد من المباحث النسكيّة والأخلاقيّة.
ملكوت السماوات عنده قائم على أساس الفقر الطوعيّ والإمساك، شرط أن تكون الطاعة للوصايا كاملة، وأن تكون الفضائل موضع ممارسة.
" النسك لا يكفي. الروح هو الأساس." لذا قال: "لست ناسكاً كاملاً إذا كان لك طعام وشراب وسرير القدّيس يوحنا المعمدان. لتصل إلى الكمال يجب أن تكون لك روحه".