غرق واقفًا في صلاةٍ مدة ساعتين وكانت النعمة الإلهية تملؤه. اندهش سامعوه وأسفوا. عندما انتهى من صلاته أركبوه حمارًا وقادوه إلى مدينة إزمير.
كان ذلك يوم السبت العظيم. في طريقه التقى بالقائد هيرودوس وأبيه نيقيتا فأصعداه إلى عربتهما وحاولا أن يُقنعاه قائلين "ما ضرّك لو قلت للقيصر يا سيّدي وذبحت وقمت بما يتبع هذه الذبيحة ونجوت؟ بقي القدّي بوليكربوس صامتًا، إلّا أنّه تحت إلحاحهما اضطر أن يقول لهما:"لن أفعل ما تنصحاني به".
وعندما يئسا من إقناعه أمطراه شتمًا وسبًّا ودفعاه بوحشية خارج العربة فسقط على الأرض وانسلخ جلد ساقه، لكنّه قام وتابع طريقه فرحًا.