قال للرسل الذين أتوا إليه في هذا الشأن: "لا أدري كيف يمكن للأمبراطور أن يحمل وصمة العار على هذه الفعلة الشائنة أمام الملأ، ولا كيف سيكون بإمكانه أن يمنع أو يعاقب الزنى والفجور إذا كان هو نفسه قد أقام مثالاً سيئاً للآخرين. قالوا له أني مستعد لأن أكابد الموت وكل صنوف التعذيب ولا أوافقه على عزمه". وقد هدّد البطريرك الملك بالحرم إن هو استمر في غيّه. هذا الموقف أثار سخط الأمبراطور فحكم على طاراسيوس بالإقامة الجبرية ومنع أياً كان من الاتصال به، كما ألزم زوجته ماريا بالدخول إلى الدير واستمال كاهناً اسمه يوسف، مدبر الكنيسة العظمى، فعمد إلى مباركة زواجه من ثيودوتا. هذا الحدث، فيما يبدو، شجع عدداً من الحكام ورجال السلطة على الطلاق من زوجاتهم أو حتى على الزواج من أكثر من امرأة كما شجع الناس على الفسق.
طاراسيوس لم يعمد إلى إطلاق الحرم ضد الامبراطور لئلا تكون العاقبة على الكنيسة والشعب أشد وطأة مما كانت عليه. لكن هذا الموقف المتروي لم يمنع الملك من اضطهاد البطريرك بشتى الطرق الممكنة كالتجسس عليه وتقييد حركته بسلسلة من المراقبين الذين أخذوا يتدخلون مباشرة في شؤون البطريركية، وكذا نفي العديد من خدامها.