بولس الثالث، بطريرك القسطنطينية يومذاك، كان قد تبوأ السدّة البطريركية في زمن الامبراطور الراحل وكان قد جنح إلى القبول بمحاربة الإيقونات رغم تمتعه بمزايا عديدة طيبة. ويبدو أن ضميره صحا وأراد أن يكفر عن ذنبه فاستقال واعتزل في دير فلورس. ولما جاءته إيريني وابنها محاولين ردّه عن قراره امتنع وتمسك باستقالته. فسألاه بمن يوصي بطريركاً محلة فأوصى بطاراسيوس. ويبدو أنه رقد بعد ذلك بقليل. أما اختيار طاراسيوس فطاب للملكة وابنها ورجال الكنيسة والنبلاء في آن معاً. فلما علم طاراسيوس بما جرى حاول التهرب ولكن عبثاً فرضخ وجرت ترقيته في سلم الرتب الكنسية وصُيِّر بطريركاً في عيد الميلاد من السنة 780م.
أول ما عمله طاراسيوس دعوته إلى مجمع مسكوني يُعيد الاعتبار للإيقونات ويضع حداً للأذى الذي سببته الحرب عليها. كتب إلى أدريانوس، بابا رومية وكذلك إلى بطاركة الإسكندرية وإنطاكية وأورشليم. أدريانوس رحّب وأوفد رسولين. كذلك رحّب البطاركة الباقون، لكنه تعذّر عليهم الحضور بسبب وقوع بطريركياتهم في دائرة العرب المسلمين. إلا أنهم تمكنوا من إيفاد مندوبين عنهم. التأم المجمع، أول أمره، في القسطنطينية في الرابع عشر من آب من السنة 786م لكن اضطرابات أثارها محاربو الايقونات أدت إلى تأجيله وإلى تغيير مكانه. فعاد والتأم في نيقية في أيلول من السنة التالية 787.