هذا الكلام حرّك أحشاء الإمبراطورة بالأكثر فسألت صلاة الأسقفين ووعدت بتحقيق رغبتهما، وأضافت إنها سوف تُنشئ كنيسة في وسط غزّة، بإذن الله. أفدوكسيا كانت في شهرها التاسع وساعة وضعها وشيكة. وانتظر الأسقفان بضعة أيام كانا خلالها يذهبان إلى القدّيس يوحنا الذهبي الفم وينعمان بكلامه الإلهي الذي كان أحلى من العسل. أخيراً وضعت أفدوكسيا مولوداً ذكراً أسموه ثيودوسيوس، على اسم جدّه، وقد حُسب إمبراطوراً من ساعة ولادته ولُفَّ بالأرجوان. ثم أن الأسقفين رفعا عريضة بناء لإيعاز الإمبراطورة. هذه العريضة استقرّت بين يدي من حمل الإمبراطور الصغير في يوم عمادته، واعتُبر أن ثيودوسيوس الصغير وافق على ما ورد فيها بسبب حركة أبداها من نحوها. وكان ذلك على مرأى من الإمبراطور والإمبراطورة. فلما فاتحت أفدوكسيا الإمبراطور الوالد من جديد بأمر الأسقفين والعريضة التي رفعاها وافق عليها بعد لأي. العريضة تضّمنت طلباً بدك الأوثان وهياكلها وتوفير امتيازات مالية للكنيسة والمسيحيين في غزّة لأنهم كانوا فقراء. بعد ذلك عملت أفدوكسيا على إعداد المراسيم الملكية اللازمة وعيَّنتْ بمساعدة أمانيتوس رجلاً مسيحياً تقيّاً أهلاً لتنفيذ المهمة. وإذ تكلّلت مهمة الأسقفين بالنجاح استودعا الإمبراطور والإمبراطورة عناية العليّ وقفلا عائدين إلى ديارهما مزوّدين بأموال وهدايا قيّمة. ولم تنس أفدوكسيا أن تمدّ برفيريوس بأموال خاصة لبناء الكنيسة التي وعدته بها في وسط غزّة. كانت عودة الأسقفين في نيسان من السنة التالية.