+ في غزّة:
وانطلق الغزّاويون عائدين إلى ديارهم برفقة أسقفهم الجديد. ومن حسد الشيطان حرّك ضدهم بعض الوثنين في القرى القريبة من المدينة فعمدوا إلى زرع الطريق بالأشواك والقاذورات الكريهة الرائحة ليحولوا دون وصول القادمين إلى المدينة. لذلك لم يصل برفيريوس وصحبه إلى غزّة إلا بشق النفس. ثم أنه ضرب غزّة والجوار الجفافُ وشاع في المدينة أن السبب هو قدوم برفيريوس. الوثنيون قالوا أنهم سألوا زفس إلههم فقال لهم أن قدمي برفيريوس مجلبة للفأل السيئ في المدينة. و بعدما رفعوا الطلبات إلى إلههم سبعة أيام لم يحصدوا إلا الريح فانصرفوا خائبين. و ضربت المجاعة المدينة فجاء المسيحيون، وعددهم مائتان وثمانون، و سألوا قدّيس الله الصلاة لأجل المجاعة والجفاف. فلما عرف في روحه إن إصبع الله فيما جرى تلا، والشعبُ من حوله، صلوات جمّة في أكثر من موضع حاملين رفات بعض الشهداء و المعترفين. وكانت هناك كنيسة قديمة خارج المدينة. فتوجّهوا إليها و صلّوا و لما أرادوا العودة ألفوا البوابة وقد أقفلها الوثنيون ولما يشاؤوا فتحها. في ذلك الوقت بالذات أعطى الله غيوماً وبرقاً و رعداً و أمطرت السماء مطراً غزيراً فتحرّك قلب بعض الوثنيين وفتحوا البوابة وشرعوا يعترفون بيسوع إلهاً أوحداً. فشكر برفيريوس والمسيحيون الرب الإله و فرحوا فرحاً عظيماً، ثم دخلوا الكنيسة يتبعهم الوثنيون وعددهم مئة وسبعة وعشرون. هؤلاء ختمهم الأسقف بختم الصليب. وبعدما اشتركوا في سر الشكر عادوا كل إلى بيته.