القدّيس جراسيموس والأسد:
على بعد حوالي ميل واحد من نهر الأردن كانت تقع لافرا القدّيس الأنبا جراسيموس. في هذه اللافرا كان الآباء، كلّما ذهبنا إلى هناك، يخبروننا بشأن هذا القدّيس أنه فيما كان يوماً يتمشى على ضفة النهر دنا من اسد يزأر متوجعًا. كانت قدمه تؤلمه وكان يمشي بصعوبة. فإن رأس قصبة اخترقها واستقر فيها. كانت القدم منتفخة وممتلئة قيحاً. فلمّا عاين الأسد الراهب دنا منه وأراه قدمه المجروحة. وكان كأنّه يبكي ويسأل العون. فلمّا رآه جراسيموس على هذه الحال جلس وأخذ القدم في حضنه، ثم فتح الجرح وأخرج القصبة والقيح، وبعدما نظف الجرح ولف القدم بقطعة قماش تركه لينصرف. لم يشأ الأسد الانصراف بل ملازمة الراهب كتلميذ جديد له. فقبله الراهب فأخذ الأسد يرافقه في دخوله وخروجه. مذ ذاك أخذ جراسيموس يطعمه الخبز والخضار المسلوقة.