عرض مشاركة واحدة
قديم 02 - 12 - 2016, 06:52 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,355,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيس جراسيموس الأردني البار

7. الفقر بينهم كان موصى به بشدة، وكذلك الإّتضاع باعتبارهما أثمن زينة للنفس. تخلّيهم عن الرفاهية وحرمانهم الحاجيات الشخصية كانا إلى أبعد الحدود. لم يكن لأحد منهم رداء يلبسه فوق الثوب على بدنه. أسرتّهم كانت عبارة عن حصر من الأسَل وهو ما يستعمل في صنع السلال، واغطيتهم خرق موصولة إحداها بالأخرى. ثم كان لكل منهم جرّة لحفظ الماء، سواء للشرب أو لنقع سعف النخيل. هذا ما كان يشكل متاع القلاية.
8. مهنتهم كانت الصلاة وشغل الأيدي. كانوا في السبت يخرجون إلى الدير بما صنعته أيديهم طوال الأسبوع. ثم يعودون في الأحد إلى قلاليهم، حوالي ساعة الغروب حاملين مؤونتهم من الخبز والبلح والماء، وكذا سعف النخل لشغل أيديهم لغاية السبت التالي. هكذا كان هؤلاء المجاهدون يسلكون في خلوتهم محرّرين من كل اهتمام عالمي، لا يمدّون أبدانهم إلا بما هو ضروري، والضروري عندهم كان يسيرًا. همهم كان أن ينموا في الفضيلة تشوّقًا إلى الخيرات الأبدية. كان جراسيموس صارماً في حفظ قانون الحياة بين رهبانه. مرّة سألوا إذنه ليشعلوا نارًا لتسخين الماء وتناول المطبوخ والقراءة على ضوء القنديل فأبى عليهم ذلك بشدّة. كان يخشى أن يؤول الأمر إلى تراخي رهبانه وطلبهم المزيد من تسهيلات الحياة فيفسُد سعيهم، وعوض أن تسمو أذهانهم إلى العلويات تهوى إلى السفليات. سكان أريحا بلغهم خبر ما يقسو به هؤلاء النسّاك على أنفسهم فشاؤوا أن يحملوا إليهم، أيّام السبت والأحد، بعض المرطبات. هذا كان من ناحية السكان عمل محبة ممدوحًا. أما النسّاك فكان مدعاة للقلق. أكثرهم كان يهرب من إقبال الناس عليهم لأنّهم رأوا في عمل الإحسان حيالهم تجربة تنال من سعيهم إلى حفظ الصوم، لا سيما وأبوهم الشيخ أوصاهم أن الإمساك أب الزهد الكامل وبه يقوّون على السهر وحفظ أنفسهم من الأفكار السمجة. في كلّ ذلك كان جراسيموس المثال الصالح ونموذج الفضيلة الحيّ وكان يكتفي، في الصوم الكبير، بتناول القدسات.
  رد مع اقتباس