جراسيموس في الأردن:
أمضى جراسيموس في الأردن معتزلاً بعض الوقت ثم بدأ التلاميذ يفدون عليه.
لهولأء بنى رجل الله لافرا مكوّنة من سبعين قلاية للنسّاك وفي وسطها دير للشركة. وقد نقل إلينا راهب اسمه كيرلّس بعض قواعد التقوى التي مارسها جراسيموس وفرضها على الذين معه:
1. كان الدير لمن رغبوا في اقتبال الحياة الرهبانية. فيه كانوا يُعدَّون كمبتدئين.
2. أمّا الذين تكمّلوا في ممارسات المبتدئين وكابدوا الأتعاب والمشقات فإنه كان ينقلهم إلى اللافرا حيث يُعطون قلالي ليكونوا في خلوة وهدوء النفس.
3. هؤلاء كان جراسيموس يفرض علهيم ملازمة قلاليهم خمسة أيام في صمت صارم لا طعام لهم غير الخبز والبلح والماء.
4. ثم في السبت والأحد كانوا يأتون إلى الكنيسة ليتناولوا االقدسات ثم يشتركوا في المائدة في الدير حيث يُعطون بعض الخضار المسلوقة وقليلاً من الخمر.
5. لم يكن مسموحاً لهم، في قلاليهم، أن يشعلوا نارًا ولا حتّى ليضيئوا ظلمة الليل لقراءتهم.
6. وكان عليهم أن يتركوا أبوابهم مفتوحة متى خرجوا من قلاليهم حتى تكون لأي كان حرية الدخول وأخذ ما يحتاج إليه منها. كان يهمّ جراسيموس أن يتروّض الرهبان على عدم القنية وأن يتعاطوا والآخرين باعتبار أن كلّ شئ بينهم مشترك على غرار الرسل والمؤمنين الأوائل في أورشليم.