وقد ورد أن بنادكتس وبّخ الملك بكلّ جسارة على الفظائع التي يرتكبها قائلاً: إنك تفعل شرًا عظيمًا وستفعل المزيد. سوف تحتّل رومية وتعبر البحر وتحكم تسع سنوات وفي السنة العاشرة تموت وتمثل أمام الله لتؤدي حسابًا عما فعلت. كلّ هذا الذي أخبر به بنادكتس تم بحذافيره كما تنبأ. فاستبدّت الرعدة بتوتيلا وطلب صلاة القدّيس. وقد ورد أن الملك صار، مذ ذاك، أكثر إنسانية من ذي قبل. ولما أخذ نابولي عامل الأسرى باللين. أما عن رومية فتكّهن أسقف كانوسا أمام القدّيس أن توتيلا سوف يتركها كومة حجارة ولن تكون آهلة بعد، فأجابه القدّيس: كلا، بل ستضربها العواصف والزلازل وتكون كشجرة يبست من فساد جذورها. هذه النبوءة التي تفوه بها القدّيس هي إياها ما حدث. القدّيس غريغورويوس الثيالوغوس شهد بذلك.