وكان بنادكتس يعرف بالروح زلّات رهبأنّه وأفكارهم وينبّههم ليتقوّموا. مرًّة جاءه راهب بقارورتي نبيذ فخبأ واحدة وأخذ الثانية إلى القدّيس قائلاً أنّها هدية من فلان، فلفته بنادكتس إلى ضرورة أن لا يشرب من الأخرى. فلما عاد الراهب إلى قلايته وفتح القارورة وجد فيها حية.
ومرّةً أخرى كان أحد الرهبان في نوبة الخدمة وكان يخدم القدّيس وهو يأكل. فخطر ببال الراهب فكر قال له: إن مقامك أرفع من مقام بنادكتس فكيف تقوم بخدمته. الرجل، فيما يبدو، كان من علّية القوم. للحال تطلّع إليه القدّيس وأمره أن يرسم على نفسه إشارة الصليب وصرفه. ولما استدعي باليساريوس، القائد العسكري، إلى القسطنطينية، غزا توتيلا، ملك الغوط، إيطاليا ونهبها. وإذ سمع بقداسة بنادكتس والآيات التي تجري على يديه وأراد أن يجربه، فأعلن أنّه مزمع أن يزور القدّيس. ولكن بدل أن يذهب إليه شخصيًا ألبس ثوبه أحد المقرّبين منه وجعله يدّعي أنّه هو الملك. فلما جاء الرجل المدّعي للحال بادره رجل الله بقوله: اخلع عنك يا بني هذه الثياب لأنّها ليست لك! أخيرًا جاء إليه توتيلا وألقى بنفسه عند قدميه ولم يقم من مكأنّه إلا بعدما أصّر عليه القدّيس.