كانت كاسينو، التي هي في نابولي، بلدة صغيرة مبنية على هضبة عالية. وكان يعلوها معبد قديم لأبولو تحيط به الأشجار الباسقة. إلى هناك كان لا يزال يأتي بعض الوثنيين ويقدّمون الذبائح. فلما أخذ القدّيس علمًا بذلك عمل بالكلمة والآيات على هداية العديدين إلى الإيمان بيسوع، ثم قام على الصنم فحطمه تحطيمًا وقلب المذبح ودك الهيكل وقطع الأشجار وأقام في المكان كنيستين. من ذلك الوقت أخذ ينشأ دير هضبة كاسينو ابتداء من السنة 529م. يومها كان بنادكتس قد بلغ الثامنة والأربعين. إلى ذلك ساس قديسنا ديرًا للراهبات قريبًا من المكان وآخر للرهبان في تيراسينا. كما أوفد تلميذه القدّيس بلاسيدس لتأسيس دير في جزيرة صقلية.
القدّيس بنادكتس كان يجهل علوم الدنيا لكنه امتلأ من العلم الإلهي. القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس يقول عنه أنّه كان " جاهلاً على علم وحكيمًا على أميّة ".
قالوا أنّه صار شماسًا وربما كاهنًا، لكن الأمر ليس مؤكدًا. الصورة التي رسمها له القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس تبّين أنّه كان يعظ في بعض الأمكنة في الجوار وأنّه كان على محبّة فائقة، يمد يده إلى المحتاجين بكل ما أُوتى. كذلك اجتمع لديه من الإشراقات الإلهية والخبرة في قيادة النفوس ومداواتها ما خوّله وضع قانون رهباني فضّله القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس على كلّ القوانين التي عرف.