من جهة أخرى كان صراع بنادكتس والشياطين شرسًا. وطأة التجارب عليه، أحيانًا، كانت قاسية عنيفة.
من ذلك أن الشيطان أعاد إلى ذاكرة القدّيس صورة امرأة سبق أن التقاها في رومية. وقد أخذت الذكرى تقضّه وتضنيه حتى أخذ يفكر في مغادرة البريّة. لا شيء أتاح له أن يقوى على التجربة. التصقت بروحه وأبت أن تغادره.
أخيرًا، بعدما عيل صبره، ألقى بنفسه، عريانًا، بين الأشواك، وأخذ يتمرغ عليها حتى تجرّح كله وسالت منه الدماء. نتيجة ذلك، وفي خضم الآلام والجراح، انطفأ فيه، بنعمة الله، روح الزنى فغاب ولّما يعد.