لباسه ثوب الرهبنة:
المكان عبارة عن سلسلة صخرية قاحلة قاسية تطل على نهر في الوادي وبحيرة. هناك التقى فينيدكتوس راهبًا اسمه رومانوس، من دير في الجوار. هذا ألبسه ثوب الرهبنة وزوّده بإرشادات نافعة وقاده إلى كهف ضيّقٍ في عمق الجبال. كاد أن يكون متعذّراً على الناس بلوغه. وإذ حفظ رومانوس أمر فينيدكتوس سراً، صار يأيته من وقت لآخر، ببعض الطعام يدليه بحبل علق فيه جرساً. عمر قدّيسنا، يومذاك، قرُب من ۱٥ سنة. القدّيس غريغوريوس الذيالوغوس قال أنّه كان ولدًا.
سلك بنادكتس، في ما زوّده به رومانوس من توجيهات، ثلاث سنوات قيل بعدها أن الله سُرّ أن يكشف أمره لآخرين ليكون لهم نورًا وهداية. فخلال العام 497م، فيما كان أحد الكهنة في تلك الأنحاء يعد لنفسه طعامًا، أحد الفصح المجيد، سمع صوتًا يقول له: " أنت تعد لنفسك مأدبة وخادمي بنادكتس، في سوبلاكم، يضنيه الجوع ". للحال خرج الكاهن يبحث عن الناسك ولم يعثر عليه إلّا بشق النفس. بعد ذلك بقليل التقى القدّيس، قرب المغارة، بعض الرعاة. أوّل رد فعل لديهم كان الدهش. ظنوه حيوانًا غريبًا لأنّه كان يلبس جلد الحيوان. فلما عرفوه أنّه رجل الله أُخذوا به حتى مال بعضهم إلى سيرة كسيرته. مذ ذاك ذاع صيته وأخذوا يزورونه ويمدّونه ببعض ما يحتاج إليه، وكان هو، بدوره، يزودهم بنصائحه وتوجيهاته.