بقي الثلاثة، بمفيلس وفالنس وبولس، في السجن سنتين. ولمّا حان وقت استشهادهم وصل إخوة من مصر واشتركوا معهم في الآلام. هؤلاء رافقوا معترفين إلى كيليكيا للعمل في مناجمها ثم شرعوا في العودة إلى أوطانهم. فلما بلغوا أبواب قيصرية فلسطين لاحظهم الحرّاس فسألوهم عن هويتهم والمكان الذي قدموا منه.
فقالوا الحق وجاهروا بمسيحيتهم، فقُبض عليهم متلبّسين بما كانت تحسبه السلطات جريمة، وأُلقوا في السجن. في اليوم التالي – هنا يذكر أفسافيوس تاريخاً محدّداً، التاسع عشر من شهر بيريتيوس، أو الرابع عشر قبل شهر مارس بحساب الرومانيين- دُفع المصريون الخمسة إلى القاضي. كذلك مثل بمفيلس ورفيقاه للمحاكمة مجدّداً.
أوّل ما فعله القاضي بالمصريّين الخمسة أن اختبر ثباتهم بكلّ أنواع التعذيب، وباستعمال آلات غريبة متنوّعة. هنا يذكر أفسافيوس أنه بعد إيقاع الأهوال على زعيم الجماعة، سأله القاضي عن شخصيته، من يكون.
فسمع اسم نبي بدلاً من اسمه لأن العادة سرت بين المسيحيين أن يتّخذوا أسماء أخرى بدل أسمائهم الوثنية التي أطلقها عليهم آباؤهم. هؤلاء الخمسة لُقّبوا أنفسهم بالأسماء التالية: إيليا، أرميا، إشعيا، صموئيل، ودانيال.