عرض مشاركة واحدة
قديم 25 - 11 - 2016, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,355,402

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: القدّيسة مريم المصريّة البارة

القدّيسة مريم المصريّة البارة
ومرّت الأيام، وجاء يوم العشاء السّري. خرج الأب زوسيما بالقرابين المقدّسة إلى حيث طلبت قدّيسة الله أن يلتقيها على ضفّة الأردنّ فناولها. ومن ثمَّ فارقها على موعدٍ في نفس الوقت والمكان من السّنة القادمة. كلّ هذا، ولم يخبر زوسيما أحداً.
رُقادها
انقضت السّنة، وتوجَّه زوسيما إلى البرّية، وإذ بلغ الموضع الذي أتى إليه أوّلاً لم يرَ ما يشير إلى وجود أحد فرفع عينيه إلى السّماء، وصلَّى: "اكشف لي ياربّ، كنزك الصافي الذي واريته في البريّة، أظهر لي الملاك بالجسم الذي ليس العالم له مستحقّ".

وإذ التفت إلى الضفّة الأخرى، نحو الشّمس الشّارقة، رأى القدّيسة ممدَّدة ميّتة. كانت يداها مصلّبتين على صدرها على حسب العادة المألوفة في ذلك الزمان، ووجهها نحو الشّرق. وإذ هرول باتّجاهها بكى عند قدميها وقبَّلهما من غير أن يجرؤ على مسّ جسدها.

بكى طويلاً ثمَّ تلا المزامير المعيَّنة وصلّى صلاة الدفن ثمَّ فكر في نفسه: "أعليَّ أن أدفن جسد القدّيسة أم تراني أخالف، بذلك رغبتها؟". وإذ به يرى كلمات خطَّت على الأرض بجانب رأسها: "أيّها الأب زوسيما، وارِ في التراب جسد مريم الوضيعة. أعد إلى الرماد ما هو رماد وصلِّ إلى الربّ من أجل التي ارتحلت في شهر فرموتين المصريّ الموافق نيسان لدى الرومان، في اليوم الأوّل، ليلة آلام ربِّنا عينها، بعدما أخذت الأسرار الإلهيّة.

حفر الأب زوسيما قبراً للقدّيسة بمعونة أسدٍ كان بقربها يحرسها وواراها التراب، كما شاءت وعاد إلى ديره.
  رد مع اقتباس