شماساً رئيساً للرهبان:
تعاليم الكاهن الجدّ لم تذهب في الهواء, فقد أخذ بها أفتيخيوس وحُفظ من خلالها من كُلِّ رذيلةٍ. ولمَّا بلغ الاثنتي عشرة أُرسل إلى القسطنطينية ليدرس على معلميها فبرع. كما أنكب على الكتب المقدسة يطالعها ويدرسها بعمق. هذه الحكمة البشرية بانت في عينيه دون قيمة أمام الحكمة الإلهية. ولمَّا آثر الزهد ورغب في خدمة الله سيم شمّاساً إنجيلياً واقتُرح للأسقفية, لكنه آثر الانكفاء, في أحد الديورة. فخرج من المدنية المتملكة وأقام راهباً في أماسيا. هناك برز وشعّت فضيلته فأقامه أسقف المحلّة رئيساً على الرهبان المنتشرين في أرجاء أسقفيته.