عرض مشاركة واحدة
قديم 01 - 07 - 2012, 08:51 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
ابن الباباا
| غالى على قلب الفرح المسيحى |

الصورة الرمزية ابن الباباا

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 60
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,278

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

ابن الباباا غير متواجد حالياً

happy8se رد: شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس

شرح تجسد الابن الوحيد للقديس كيرلس
شرح تجسد الابن الوحيد
للقديس كيرلس الكبير
– عامود الدين


عن مجموعة كتابات الآباء
– مترجمة عن اللغة اليونانية


[1] ما معنى كلمة مسيح
ليس لفظ [ المسيح ] قوة تعريف ولا يوضح جوهر شيء ما
كما أن كلمة [ رجل ] أو [ حصان ] ... أسماء لا توضح شيئاً عن جوهر حامليها بل تُشير إليهم فقط .
واسم [
المسيح ] يعلن عن شيء سوف نفحصه .

في القديم حسب مسرة الله مسح البعض بالزيت
وكانت المسحة علامة لهم على
المملكة .
والأنبياء أيضاً مُسحوا روحياً بالروح القدس ولذلك دُعوا [ مسحاء ]
لأن داود النبي المبارك ينشد مُعبراً عن الله نفسه فيقول :
[ لا تمسوا مُسحائي ولا تؤذوا أنبيائي ]
(مزمور 105: 15)
وحبقوق النبي يقول أيضاً :
[ خرجت لخلاص شعبك لخلاص
مسحائك ]
(حب 3: 15) .
لكن بالنسبة
للمسيح مُخلص الكل
فقد مُسح
ليس بصورة رمزية مثل الذي مُسحوا بالزيت
ولم يُمسح لكي ينال نعمة وظيفة النبي
ولا مُسح مثل الذين أختارهم الله لتنفيذ تدبيره
أي مثل قورش الذي ملك على الفارسيين والماديين وقاد جيشاً ليستولى على أرض البابليين حسبما حركه الله ضابط الكل ولذلك قيل عنه :
[ هكذا يقول الرب لقورش مسيحي الذي أنا أمسك بيده اليُمنى ]
(أشعياء 45: 1) .
ولا يجب أن ننسى أن الرجل ( قورش ) كان وثنياً
إلا أنه دُعيَّ [ مسيحاً ] كما لو كان الأمر السمائي قد مسحه ملكاً
لأنه بسبق معرفة الله قد نال قوة لقهر بلاد البابليين .

أن ما نُريد أن نقوله بخصوص معنى كلمة [ مسيح ]
هو ما سيأتي :



بسبب تعدي آدم [ ملكت الخطيئة على الكل ]
( رومية 5: 14 ) .
وفارق الروح القدس الطبيعة البشرية التي صارت مريضة في كل البشر
ولكي تعود الطبيعة البشرية من جديد إلى حالتها الأولى احتاجت إلى رحمة الله لكي تُحسب بموجب رحمة الله مستحقة الروح القدس .
لذلك صار الابن الوحيد كلمة الله إنساناً
وظهر للذين على الأرض بجسد من الأرض ولكنه
خال من الخطيئة
حتى
فيه وحده تتوَّج الطبيعة البشرية بمجد عدم الخطية .
وتغتني بالروح القدس
وتتجدد بالعودة إلى الله بالقداسة .
لأنه هكذا تصل إلينا النعمة التي بدايتها المسيح البكر بيننا .
ولهذا السبب يُعلمنا داود النبي المبارك أن نرتل للابن :
[ أنت أحببت البر وأبغضت الإثم لذلك
مسحك الله إلهك بزيت البهجة ]
( مزمور 45: 7 ) .

فكأن الابن قد مُسح كإنسان بمديح عدم الخطيئة .
وكما قلت أن الطبيعة البشرية قد
مُجدت فيه وصارت فيه مستحقه للحصول على الروح القدس الذي لن يُفارقها
كما حدث في البدء بل صارت مسرته (الروح القدس) أن يسكن فينا .
لذلك أيضاً كُتب أن الروح القدس حل بسرعة على المسيح واستقرّ عليه
( يوحنا 1: 32) .

فالمسيح هو كلمة الله الذي لأجلنا صار مثلنا
وفي صورة العبد
ومُسح كإنسان حسب الجسد
ولكنه كإله يمسح بروحه الذين يؤمنون به
.
  رد مع اقتباس