أيها الحزن ..
أرجوك أن تغادرني ، أن تكف عن ملاحقتي حيثما أذهب .
لماذا توقظني من عمق نومي و راحتي لنتجادل بينما الناس نيام.
لماذا تقبض قلبي كله بين كفك ؟!
أيها الحزن ..
ألا تغسلك الدموع و الدموع تغسل كل شئ ؟
ألا تزيحك تلك الابتسامات التي أرسمها على وجهي و الضحكات الصاخبة التي تهتز لها أحبال صوتي و تطرب لها آذان الغرباء ؟
لماذا لا تهتز أيها الحزن بل تجثم و تربض و تتربص ؟
أيها الحزن .. أكرهك.
أيها البئر الذي لا قاع له ، لا ماء فيه ، مشقق ، تتسرب منك الفرحة .
أيها الحزن ..
كان قلبي مرمرياً ، صافياً ، وادعاً ، سالماً.
كنتُ بالليل أنام كطفل ، أستيقظ كأنما أولد من جديد ، أقبل على الحياة أُقبِلها و أحتضنها ، و إذ أنا بعد زيارتك الغادرة شيخ عجوز ينوء بحمل الأيام و السنين .
أعتذر إذ فتحت لك الباب و رحبت بك ، أعتذر إذ سألتك ما أسمك ، أعتذر إذ ظننت في أشواكك حياة .
يقولون .. تضرب الاشواك جذورها في الارض ، لا تحتاج ماء و لا تطرح ثمراً .. ألهذا قسوتك ؟!
أيها الحزن ، قد إبتلعتني !