ثم إن ذاك الدولاب توقّف عن الدوران فإذا بجسد القدّيس كتلة من اللحم المدمّى وقد خرجت عيناه من فجوتيهما. كان يحاول أن يلتقط أنفاسه بصعوبة. فجأة، كما ورد، حصل العجب واستعاد رجل الله عافيته بنعمة الله، فإذا بجراحه تلتئم وعينيه تنفتحان. كل الواقفين أصابهم الدهش فساد المكان صمت رهيب ثم حميّة بيّنة لانتصار شهيد المسيح بقدرة الله. العديدون، في تلك الساعة، تحرّكت أفئدتهم إلى الإيمان، أما أريانوس فتكثّفت الظلمة في نفسه بالأكثر فاستبان أكثر اضطراباً وعنفاً من ذي قبل إذ لم يعتد الفشل في تدابيره وأراد أن ينتقم لكرامته الجريح. ردّ الحاكم ما حصل، بصورة تلقائية، وفق نوازع نفسه المعطوبة، إلى قوّة السحر الأسود. على هذا بدا الحاكم الجاهل أكثر تصميماً على التخلّص من شاهد المسيح. فزاد من التعذيب وتفنّن فيه فلم تنفعه محاولاته شيئاً.
جواب قدّيس الله كان: لا تظنّن، يا أيها الطاغية أنك بمثل هذه العقوبات تتمكّن من زعزعتي عن إيماني، فإني أتقبل عذاباتك كمرطبات وعقوباتك بفرح لأنها سبيلي إلى الفرح الأبدي والغبطة التي لا تفنى. ليعطك الربّ الإله أن تنفتح عينا نفسك ليتسنى لك أن تعاين الحقيقة فترفض الشيطان وتؤمن بالإله الأوحد الحقيقي، الكليّ القدرة. أُلقي تيموثاوس في حفرة، بمثابة سجن، إلى وقت مناسب وقبض الحاكم على مافرا، بعدما أُشعِر بحضورها، لتكون ورقة في يده يضغط بها على تيموثاوس.