- سيّدة أخرى كانت تعاني من السعال ولا تقدر أن تشرب ماء زلالاً. كان عليها أن تشربه ساخنًا وإلا انفجر سعالها. جاءت إلى الدير مرّة ورأت الآخرين يشربون من عين القدّيس أفرام فذكرت بحزن ما تعاني هي منه مخاطبةً القدّيس بحسرة وثقة قائلة: " أرجوك، يا قديس الله أفرام، أن تجعل هذه المياه بمثابة دواء ليتسنّى لي أن أشرب، أنا أيضًا، ماء زلالاً ". وبعدما صلّت أخذت كأس ماء بارد وشربته فشُفيت من دائها تمامًّا.
- إحدى الراهبات أفادت أنها كانت تعاني من آلام الكلى، ولم تتمكّن من النوم ولا حتّى الاستلقاء فأمضت ليلتها جالسة. وحوالي الساعة الرابعة صباحًا، دون أن تدري ما إذا كانت قد غفت أم لا، شعرت كأنّها في كنيسة القدّيس يوحنا المعمدان أثناء القدّاس الإلهي. ثم فجأة رأت راهبًا مديد القامة، شاحب الوجه، نحيلاً، داكن اللحية يدنو منها. وإذا براهبة أخرى واقفة بقربها تسألها عن هذا الراهب مَن يكون. فأجابت: " إنه الأب غريغوريوس". فانحنى الراهب باتجاهي، كما قالت الراهبة، ومسّ كتفي برفق وقال لي: " كلا يا بنيتي. أنا لست غريغوريوس بل أفرام. تطلعي إليّ! أنسيتني؟ "، في تلك اللحظة شعرت الراهبة بالفرح يغمرها فسجدت لدى القدّيس وقبّلت يده فباركها. وإذ انتصبت وشاءت أن تكلّمه غاب عنها فعادت إلى نفسها وشعرت بالقوّة في بدنها وأن الوجع قد غادرها.