لنناقش معًا هذه الأفكار، في النقاط السبع التالية..
أولاً:
في البداية لنراجع ما قاله السيِّد المسيح عن الزِّنا:
"سمعتم أنّه قيل للقدماء لا تزنِ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ" (مت5: 27-30)..
لعلّك تلاحظ أنّ السيِّد المسيح يؤكّد أن الزنا ليس مجرّد الفعل فقط، بل أنّ جذوره أيضًا في القلب والفِكر والحواس هي زِنا..
ويَلزمنا أن نستأصِل المرض من عمق جذوره، وهذا واضح في كلام الرب يسوع عندما أشار إلى العين التي تشتهي، وأيضًا إلى اليد التي تمتدّ فتُتَمِّم خطيّة الاستِمْنَاء (العادة الرديئة)..
وهي إشارة واضحة وقويّة أنّ خطيّة العادة الرديئة هي زنى يجب قطعه وإلقائه بعيدًا عنّا.. وإذا لم يكُن هذا الفِعل زنى فما الداعي أن يقول وهو يتكلّم عن الزنى
"إِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا.."..؟!
وأيضًا يقول معلمنا يعقوب في رسالته: "كل واحد يُجَرَّب (وهنا بمعنى يسقط) إذا انجذب وانخدع من شهوته، ثمّ الشهوة (فكر واشتياقات ومشاعر) إذا حبلت تلد خطيّة (بالفِعل)، والخطيّة إذا كملَت تُنتِج موتًا... لذلك اطرحوا كلّ نجاسة وكثرة شرّ" (يع1: 14-21)
وهنا نرى عمليّة التدرّج في الخطيّة بداية من الانخداع والانجذاب، مرورًا باشتعال الشهوة في القلب، وأخيرًا الخطيّة بالفعل؛ وهي التي إذا لم يتُب الإنسان عنها تقوده للهلاك...
وهنا أيضًا يتّضح لنا أنّ الفِعل إذا اكتمل هو درجة أسوأ من مجرّد الشهوة، فإذا كان الذي فقط ينظر ليشتهي قد زنى، فالذي أكمل شهوته بفِعْل عملي يكون أيضًا بالتأكيد قد وقع في الزنا..!