
30 - 06 - 2012, 11:24 PM
|
|
|
..::| مشرفة |::..
|
|
|
|
|
|
انت و المسئولية
الإنسان كائن حى ، له عقل يفكر به ، و قد خلقه الله حراً مُريداً ، و هذه الحرية الكاملة ( فى السلوك و التصرُّف و القول و العمل ) تدعه مسئولاً تماماً عن كل اعماله و اقواله الصالحة و الطالحة .
و على اساس هذه المسئولية يتم مكافأته او عقابه ، لومه او تأديبه ، راحته او مُعاناته ، فى الدنيا و فى الآخرة ايضاً .
و قام المسيح بتحمُّل مسئولية خلاص الإنسان ، التى وعد ( المسيح ) بها آدم .
و عندما خَلَق الله الإنسان الأول ، حدد له مسئوليات محددة فى جنة عدن ، و منها فلاحتها ( تكوين 15:2 ) .
و اعطى له قانوناً مُبَسّطاً ؛ لتنفيذه ، و هو عدم الأكل من شجرة واحدة لإختبار مدى طاعته لوصيته .
و فى العهد الجديد صدرت شريعة الحب ، و وضع الرب يسوع أُسُس الشريعة المسيحية ، القائمة على محبة الله و تنفيذ وصاياه بالحب و ليس بالغضب ( او الإجبار ) " مَنْ يُحِبُنِى يَحْفَظُ وَصَايَاى " ( يو21:14 )
و اصبح المُخالِف ينال " التأديب " لكى يتوب ، و تأجّل " العقاب " إلى يوم الدينونة
و اصبح للمسيحى كامل الحرية فى إطاعة الوصية او مخالفتها ، بكامل إرادته و سلطة ذاته " مَنْ لَهُ أُذُنَان للسَمْعِ فَلْيَسْمَعْ " ( مت 13 ) ، و مع المسئولية الكاملة ، يستوجب كل ثواب و عقاب ، عن كل فعل و قول و فكر ، من اى نوع .
و تُحَدَّد المسئولية الأدبية ( بين الإنسان و ذاته و الله ) و القانونية ( القانون الالهى و القانون المدنى الدولى ) ، بُناءً على اساس السن و الجنس و مدى المعرفة و الثقافة و العِلْم و التقاليد المختلفة ، فإن : " الذى يُعْطَى ( علماً و معرفةً ) اكْثَر يُطَالَب بالأكْثَر " ( لو 18:12 )
و تختلف المسئوليات و تبعات الاخطاء بإختلاف مدى الفهم و مقدار الخطأ و مدى الاساءة و ماهية الشخص المُخْطأ اليه ( بحقه ) ،
فكل منا مسئول عن افعاله السلبية و الايجابية على حد سواء ، و قد اعطانا الله عقلاً حُرَّاً للتفكير الطويل فى نتائج كل ما نُقْدِم عليه من تصرفات سليمة ، او اخرى طائشة طاعةً لعدو الخير
فأنت مسئول عن قيادة نفسك للخلاص ، و عن توجيه غيرك لهذا الخلاص و " مَنْ يَسْتَطيع ان يَعْمَل حَسَنَاً و لا يَعْمَل ، فَتِلْكَ ( السلبية ) خَطيّة له " ( يع 17:4 )
فالآن..سَلْ نفسَك : هل انا امين فى كل مسئولياتى..الدراسية و الأسرية و الكنسيّة و العملية ؟؟؟
و ان لم تكن كذلك ، فتحمّل من الآن المسئولية الكاملة ،
الملقاة على عاتقك بجدية و استمرارية و تضحية عملية ، فتنجح و ترتقى و تفرح و ترتاح . و الرب يبارك كل خطواتك .
عن كتاب ( انت و المسئولية ) للأرشيدياكون د. ميخائيل مكسى اسكندر
|