الامتلاء من المحبة الروحية
العالم في جوع حقيقي للمحبة الروحية الطاهرة، ويريد أن يراها فينا "ونحن قد عرفنا وصدَّقنا المحبة التي لله فينا. الله محبة، ومن يثبت في المحبة يثبت في الله والله فيه" (1يو 4 : 16). المحبة لا تسقط أبدًا؛ لأن الله محبة "في هذه هي المحبة، ليس إننا نحن أحببنا الله، بل إنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا" (1يو 4 : 10). لقد أحبنا الله وتجسَّد كلمة الله الأزلي؛ ليعلن لنا أنه حب، ولكن لم يجد في مولده قلوبًا تستقبله بالحب، ولا بيوتًا يُولد فيها؛ فولد في مذود بقر، ونادي بالمحبة فما كان من جحودنا إلا أن يقدِّم له الصليب. وفي وقت عطشه قدَّموا له على الصليب خلاً ليشرب! ولأنه الحب، مازال يقرع علي القلوب والبيوت ليجد مأوى ودفء من برد شتاء المشاعر والأنانية. نحن في حاجة إلى الامتلاء بالحب الذي يسعد النفس. يجب أن نكون كأنوار تجذب الآخرين وتشهد لحب من أحبنا "واسلكوا في المحبة كما أحبنا المسيح أيضًا وأسلم نفسه لأجلنا قربانًا وذبيحة لله رائحة طيبة" (أف 5 : 2).
إننا إذ نمتلئ بالمحبة نشبع ونروي ظمأ العالم وحاجته إلى المحبة. وهذه هي غاية الوصية "وأما غاية الوصية فهي المحبة من قلب طاهر وضمير صالح وايمان بلا رياء" (1تي 1 : 5). وإذ نحب الله، فنتيجة لذلك سنحب كنيسته وأبنائه، ونبذل أنفسنا من أجل الجميع، حتى الأعداء والمسيئين في حب. وبهذه المحبة المسيحية نعلن ونشهد لايماننا.